للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباسِلٍ عرَفتُه ... بالكفِّ عارِي الأشْجَعِ

إن صَرَف الدهرُ ولم ... يُجِرْ ولمَّا يَمْنَعِ

يمَّمْتُه مُسلِّماً ... بحالةِ المُودِّعِ

ومن جواب القاضي له:

يا ابنَ الوَصِيِّ الأرْوعِ ... ونورَ كلِّ مَجْمَعِ

نَجْلَ النبيِّ مَن له ... قال الإلهُ فاصْدَعِ

ومَن غَدا بُرْهانُه ... في العلمِ أيَّ مَرْجِعِ

وافَى إليَّ نَظْمُه ... كزهرِ روضٍ مُمْرعِ

في جَنَّةٍ راقتْ لدَى ... فضلٍ بتلك مُولَعِ

أنْهارُها كفضَّةٍ ... تجْري بتلك الأرْبُعِ

ومنها:

كأنما مَرَّتْ على ... سُوحِ العظيمِ الأرْوَعِ

محمّدٍ مَن عِلْمُه ... في الناسِ ذُو تَنَوُّعِ

وإن بَدَا في مَحْفَلٍ ... مُشَرَّفٍ مُمَنَّعِ

رأيتَ بحراً زاخِراً ... أمْواجُه لم تُدْفَعِ

يمْلي عُلوماً جَمَّةً ... لِمَسْمَعٍ ومُسْمَعِ

يروِي الحديثَ مُسْنَداً ... وإن يُحدِّثْ يَرْفَعِ

مُدبِّجاً ومُرسِلاً ... كالغيْثِ إمَّا يَهْمَعِ

مُعَنْعنِاً مُعْضِلَه ... مُسَلْسِلاً لمَن يَعِي

كم خبرٍ منه لنا ... غريبُه لم يرجعِ

يُزِيلُ كلَّ مُنْكَرٍ ... موضوعُه لم يُسْمَعِ

وهي طويلة.

ومما كتبه إلى الحسين أيضاً، قوله:

لئن صُرِفتْ عنِّي الهمومُ الطَّوارِقُ ... وساعَدني دهرِي وما عاق عائِقُ

وأيَّدني ربُّ العباد بنصْرِه ... وتأييدِه لم أخْشَ ما قال فاسقُ

وحَسْبُ الفتى أن يتَّقِي الله ربَّه ... وما غضبُ المخلوقِ إن يرضَ خالقُ

فقُل للأُلى قد يحسدوني على العُلَى ... لُحِيتُم أمَا فيكم مدَى الدهرِ صادقُ

تبِيتُ كأعْيان الغواني عيونكُم ... تمَلُّكمُ عند الخمُولِ النَّمارِقُ

ولي مُقَلٌ سُهْرُ الجفونِ ومِفْرَشي ... سُروجُ المَذاكِي والحسامُ المُعانِقُ

وسَرْدُ الدِّلاصِ الزُّعْفِ أشْرَفُ مَلْبَسٍ ... عليَّ وللنَّقْع الكَثِيفِ سُرادِقُ

ولي عَزَماتٌ تسلُب الليثَ شِبْلَه ... وعزْمٌ له تعنُو الذُّرَى والشَّواهِقُ

ورأيٌ إذا أعملْتُه في مُلِمَّةٍ ... يُفلُّ فِرِنْدَ السيفِ والسيفُ فالقُ

سَجِيَّة آباءٍ كِرامٍ غَطارِفٍ ... إلى المجد سبَّاقٌ وإنِّي للاحِقُ

نَمَتْهم إلى العَلْيا نفوسٌ كريمةٌ ... تخاف أَعادِيها وترجو الأصادقُ

وما هيَ إلاَّ نعمةٌ قد تحدثَّتْ ... بها شفَتي والحرُّ بالحقِّ ناطِقُ

أيا سعدُ عُجْ بالحسين الذي له ... علومٌ لها بحرٌ على الناسِ دافِقُ

فتىً يُدْهِش الأبْصارَ رأْياً وحِكمةً ... وعلماً وحِلْماً فهْو للنفسِ خارِقُ

ونادِ بنادِيه وقُل يا ابن ناصرٍ ... عليك سلامُ الله ما ذَرَّ شارِقُ

لقد أرْعدتْ في الأرض من قبل صَبْوتِي اللّ ... ئامِ ولِلأوباشِ ثمَّ بَوَارِقُ

وما صَوْلتِي لولا الإمام لقولِه ... فبُورِكَ قولاً فهْو للخير سابقُ

أتتْ نحوه منك الطُّروسُ مُذكِّراً ... فَلبَّتْك منه بِيضُه والسَّوابقُ

يقودهمُ مَن ليس للخَصْم مَدْخَلٌ ... عليه ولا للِقْرنِ إن ضاق مَأزَقُ

فتىً شبَّ في نَصْرِ الخليفة جاهداً ... وشاب وما شاب الزمانُ الغُرانِقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>