للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولاكِ ما قلتُ بيْتاً في النَّسيب ولا ... جَفا جُفونِي كَراها غِبَّ مَسْراكِ

ولا لَقِيتُ من الوَجْدِ المُبرِّح ما ... يَرُضُّ رَضْوَى فهل باللهِ أرْضاكِ

نَزلْتِ نَجْداً وأضْحَى مَنْزلي بمِنىً ... حتى متى يا تُرَى باللهِ ألْقاكِ

ولي بَقايَا حُشاشاتٍ أضِنُّ بها ... عَسَى عَسَى تتلاقاها مَطايَاكِ

وفي فؤادِيَ أسْرارٌ تضمَّنها ... من الصَّبا حبَّذا إيداعُها فاكِ

لا وَاخَذ اللهُ أيْدِي العِيسِ قد جمَعتْ ... بعائدِ الصِّلةِ المَشْكُوَّ والشّاكِي

يا ربَّةَ الخْالِ والخَلْخالِ طَيْفُ خَيا ... لٍ منك يشْفِي خليلاً وجْدُه ذَاكِ

وبارِقٌ برَقتْ لي من ثَنِيَّتِه ... منك الثَّنايا فأضْحَى أيّ ضَحَّاكِ

فمتِّعِيه به ما عاشَ وابْتَعِثي ... دِماه لا تعْدميه لا عَدِمْناكِ

سقَى ورَوَّى وحَيَّى للرَّبابِ مُلِثٌّ ... للرَّبَابِ الرُّبى رَيَّا بذِكْراكِ

حتى يُقال لمَعْناها لقد رَحِمَ الضَّ ... حَّاكُ يا قوم هذا العارِضَ الباكِي

وحاكَ منها بُروداً ثم فَوَّفَها ... بكلِّ لَوْنٍ فأعْيَى وَضْعُها الْحَاكِي

كأن زيداً أطال الله مُدَّتَه ... أمَدَّ بعضُ مُحَيَّاه مُحيَّاكِ

فهْو الذي يدُه البَيْضا وصَنْعتُها ... نَسْجُ المَكارِم من إبَّانِ إدْراكِ

ما بأسُ عمرٍو وما هَمُّ ابنِ ذي يَزَنٍ ... وما سياسةُ سَاسانٍ وإيناك

ما زال لا زال يَطْوِي كلَّ مُنْتَشِرٍ ... من المَمالك في عُرْبٍ وأتْراكِ

حمَى به الحَرميْن اللهُ فامْتنعَا ... عن مُلْحِدٍ وأثيمٍ بل وهَتَّاكِ

فَأَمَّتِ الأُمَمُ البيتَ الحرامَ على اخْ ... تلافِها لم يَخفْ سِرْبٌ لنُسَّاكِ

سِنانُه لم يزَلْ يُدْعَى وصارِمُه ... بفاطِرٍ وبسَفَّاحٍ وسَفَّاكِ

هو الأمينُ ولكن ليس يخدمُه ال ... مأمونُ إن غَمزتْ عَيْنٌ لأفَّاكِ

سَلْ عنه مكةَ هل مَلْكٌ تَسَلْطَنَ يحْ ... كي منه زيداً بها من قبلهِ حَاكِ

وهل لطائرِه المأمونِ من مَثَلٍ ... فيمن تقدَّم سَلْ سَلْعاً وذي الداكِي

كم طاب في طَيْبَةٍ رَبْعٌ لِمُرْتبِعٍ ... كَساه بُرْدَ ربيعٍ عَدْلُه الزَّاكِي

إن ينْتقِلْ عنك جَوْرُ يَثْرِبٍ فلا غرْ ... وَفقد ثقلتْ من قبْل حُمّاكِ

زيدٌ هو الجوهرُ الفَرْدُ الذي انْعَقدتْ ... له العِنايةُ في أثْناءِ شبَّاكِ

منها:

مَن لي برُؤْية زيدٍ مَن يُبلِّغنِي ... مَن لي ببَسْطِ يدٍ من قبلِ إدْراكِ

أعوذُ باللهِ من عَجْزٍ يُحوِّلَ عن ... ازْديارِ مَن سَكَن الزَّوْراءَ نَهَّاكِ

يا ربِّ بالبيتِ زِدْ زيدَ المكارمِ تَعْ ... ميراً وعِزّاً وصِلْ من حَبْلِيَ الوَاكِي

ثم الصلاةُ على المختارِ من مُضَرٍ ... وآلهِ ما انْطَوَتْ أشْراكُ إشراكِ

ولده أحمد سره الذي بدا، وأطل روضاً متروياً بطلٍ وندى.

لقيته بمكة يصطبح الحظ ويغتبق، وثناؤه ما بين أدبائها عبق.

وعندهم أشعاره ناطقةٌ بتبريزه، واستيلائه من معدن الأدب على إبريزه.

وأنا على ذلك من الشاهدين، وما شهدت إلا وأنا من المشاهدين.

وأما عشرتي معه فما زلت أذكرها، وبلسان الإخلاص أحمدها وأشكرها.

فقد رأيت منه خلاً طبعه مصفى، ومشربه من ريق الشؤبوب أصفى.

ومما خاطبته به، هذه الأبيات:

أأحمدُ يا مَن صَحَّ عندِيَ وُدُّه ... ووُدِّي لديه صَحَّ عندِي ببُرْهانِ

كِلانَا على أنِّي الغريبُ وأنك الْ ... غريبُ ولا دَعْوَى هناك برُجْحانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>