للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نونُ الحواجبِ ثم مِيمُ الثّغْرِ مَعْ ... لامِ العِذَاريْن اللّذَيْن تألّفَا

نَمْلٌ بها قد هامتِ الشُّعراءُ لَمَّ ... اسالَ سائِلُها وصارتْ زُخْرَفا

سبحان مَن جعل الحديدَ فؤادَه ... والنُّورَ طَلْعته وذاك المُصْحفَا

يَرْوِيك إذ يرْوِي مُبرَّد ثَغْرِه الضّ ... حَّاكِ عن عَذْبِ المَناهلِ بالشِّفَا

منها:

بِبَنانِه يحْكِي البَيانَ وكم حَكَتْ ... منه الجِناسَ إذا أشار مطرفَا

وبِسِحْرِ مَنْطقِه البديعِ تظُنُّه ... في كلِّ فَنٍ في الفنونِ مُصنِّفَا

وكأنه من نُطْقِه ونِطاقِه ... وُرْقٌ على وَرَقٍ أدارت قَرْقَفَا

منها:

خَضْرٌ تحمَّل منه رِدْفاً مُرْدَفاً ... ومن القَنا والقَدِّ رُمْحاً ثُقِّفَا

مع خَصْرِه والرِّدفِ تنظر نَهْدَه ... فمُدققاً ومُحقَّقاً ومُحَقَّفَا

بين السَّوالِفِ والسُّلافِ سَوالِفٌ ... سَلَفتْ أرَقَّ من النّسيمِ وألْطَفَأ

هيْهاتَ لا أسَفٌ على ما قد مضى ... في الحالِ ما يُسْلِيك أن تتأسَّفَا

وأبِيكَ قد عاد الغرامُ كما بَدَا ... فدعِ المَلامَ فلا أعِي مَن عَنَّفَا

ورجعتُ عن نَظْمِ النّسِيبِ مُغالِطاً ... ومُكَنِّياً بالرُّمْحِ قَدّاً مُرْهَفَا

وأنشدني هذه الرباعية:

أهْوَى قمراً لِمُهْجتِي قد قَمَرَا ... أُغْفِي خَطَراً لقَدِّه إن خَطَرَا

قد مَرَّ خَيالُه بطَرْفِي سَحَرَا ... أهْلاً بخَيالِ مَن لِطَرْفِي سَحَرَا

وأنشدني في مليح توارى بين جوارٍ، قوله:

أضْحَى يُوارِي نَفْسَه ... ليصيرَ من جِنْسِ الجوارِي

باللهِ عنِّي قُلْ له ... دَعْ ذا الْجِناسَ مع التَّوارِي

ما استعمل التواري أحسن من الشهاب، في قوله:

يا مَن له من طَبْعِه ... شِعْرٌ من الإحْسانِ عَارِي

ما ذاكَ إلاّ حُرْمَةٌ ... ولذاك أُولِعَ بالتَّوارِي

وأنشدني قوله:

إذا ما طال من أهْوَى ... فذاك الطُّولُ عن شَانِ

مَعَاطِفُ حُسْنِه يَنَعَتْ ... فطال لِيْمنَعَ الْجانِي

أخوه السيد علي عرفني أخوه مزاياه، حتى حسبته أباه أو إياه.

وهو أديب بالكمال ملي، قدره فوق أن يقال: علي.

شدت عرى أواخيه، بقوى أبيه أو أخيه.

فإن طويت لآثارهما مطارف، فلقد تنشر لأخباره رفارف.

وقد تلقيت من كلامه، وحسنات أقلامه.

ما يأخذ من البلاغة باليمين، ويحتقر عنده الدر الثمين.

فمن ذلك قوله من قصيدة، أولها:

أعلَى سُطورِك أيُّها الرَّسْمُ ... سَحَبتْ فُضولَ ذُيولها نُعْمُ

أم فُضَّ للمِسْكِ الذَّكِيِّ على ... تُرْبٍ ثَوَى بِك يا تُرَى حَتْمُ

ما هذه النَّفَحات تُخْبِرُني ... إلا بأمرٍ شَرْحُه جسمُ

خَبِّرْ هُدِيتَ عن الذين نَأَوْا ... فعَنِ العَمِيدِ الصَّبِّ لاَ كَتْمُ

وأدِر سُلافاً من حديثِك عن ... ذاتِ الخَلاخلِ دونها الكَرْمُ

هيْهات لا رَجْعٌ لِمَسْألتِي ... إلا صَدىً يهْفُو له الحِلْمُ

إن قلتُ هل علمٌ أُسَرُّ به ... رَدَّ الجوابُ عليَّ هل علمُ

يا نُعْمُ مالَكِ والصَّدودِ أمَا ... تَرْثَىْ لصَبٍ ذَلَّ يا نُعْمُ

يُمْسِي سَمِيرَ النَّجْمِ من قَلَقٍ ... وأبيكِ رَقَّ لِمَا به النَّجْمُ

وإذا ترنَّم طائرٌ سَحَراً ... أشْجاه منه الصَّدْحُ والنَّغمُ

وَيْلاه من قلبٍ سَلاَ وخَلاَ ... عنِّي ومن قلبٍ هو الفَعْمُ

وسقامِ طَرْفٍ قد كسَا جَسَدِي ... سُقْماً وأَنْحَلَ ذلك السُّقْمُ

وردٌ ورُمَّانٌ وصافيةُ الْ ... خَدَّيْنِ والنَّهْدانِ والظَّلْمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>