للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن دام هذا الهجرُ والْ ... إعْراضُ عنه والتَّأبِّي

في ذِمَّةِ اللهِ التَّقا ... ضِي منك يومَ العَرْضِ حَسْبِي

وقوله:

أما وانْعِطافِ الغُصْنِ مِن هَيَفِ القَدِّ ... وماءِ الْحَيَا والروضِ من جَنَّةِ الخُلدِ

وأقْداحِ أحْداقٍ تُدارُ بخَمْرةٍ ... مُنَزَّهةٍ وَصْفاً عن الرَّسْمِ والحَدِّ

أما والهَوى العُذْرِيِّ والصِّدْقَ إنَّهُ ... مُقيمٌ على تلك الصَّبابةِ والوَجْدِ

بأنَّ غرامِي والعَفافَ تخَلَّفَا ... بلَغْتُهما قبلَ السُّكونِ إلى المَهْدِ

وأنِّي أيا ذات الجمالِ تعبُّدِي ... بدِين الهوى التَّحْقيق مُعْتَقدٌ عندِي

ومِن حَضْرةِ الإطْلاقِ كنتُ فتىً على ... يَقِينٍ بأنِّي مُطْلَقُ الحبِّ في القَصْدِ

فَنائِي به عَيْنُ البَقاءِ وغَيْبتِي ... حُضورِي وغَيِّي في عَوَالِمِه رُشْدِي

وذُلِّي به عِزٌّ وأوْجُ سيادتي ... إذا ما دَعانِي مَن هَويِتُ بيا عَبْدِي

فلا تعْترِضْ مَن هامَ في الحبِّ وافْترِضْ ... عليك له التَّسْليمَ تسْلَمْ من الطَّرْدِ

وإنِّيَ زَيْنُ العابدين ووالدِي ... محمَّدُ نَجْلُ الزَّيْنِ والصادقُ الوَعْدِ

بصِدِّيقِ خير المُرْسَلِين وسِبْطِه ... بلَغْنا من الأنْسابِ واسِطةَ العِقْدِ

ببابِ عَرِيضِ الجْاهِ أعْظمِ شافِعٍ ... وأكْرَمِ مَن أعْطَى وجادَ بما يُجْدِي

مَرَدُّ جميعِ الكائناتِ بأسْرِها ... ومَعْنَى كمالِ الفضلِ من ذِرْوَةِ المجدِ

مَدَى الدهرِ ما شمسُ المعارفِ أشْرقتْ ... مع الآلِ والصَّحْبِ الأئمَّةِ للرُّشْدِ

وما أقْسمَ الصَّبُّ المَشُوقُ بقولِهِ ... أما وانْعِطافِ الغُصْنِ من هَيَفِ القَدِّ

وقوله:

شَرَّدْتَ من مُقْلتِي رُقادِي ... كحَّلْتني مِرْودَ السُّهادِ

باتَتْ عِداك اللِّئامُ مِثْلِي ... ليس بَياتِي على مُرادِي

بِتُّ كما تشْتهِي الأعادِي ... وُقِيتَ ما تشْتهي الأعادِي

بِتُّ ويُسْرايَ تحت خَدِّي ... وأخْتُها مِن على فؤادِي

كأنهم مَهَّدُوا فِراشِي ... على كَوادِي شَوْكِ القَتادِ

كأنَّني عند وَضْع جَنْبِي ... بِتُّ على نِيَّةِ الجهادِ

أبْكِي بما يخْلُف الغَوَادِي ... إن قشَّعتْ سُحْبَها الغَوادِي

وقوله من خمرية:

ورَوْضٍ حَلَلْنا سُوحَه ساعةَ الفَجْرِ ... ورِيحُ الصَّبا في صَوْبِ صَيِّبه تَسْرِي

وأضْحَتْ عيونُ المُزْنِ تبكي فأضْحكتْ ... زُهورَ الرُّبَى منه فأهْدتْ شَذَا العِطْرِ

وصار شَقِيقُ الأُقْحُوانِ بِمجْمَرٍ ... فأوْقَدَ نَدّاً فَوْجُه طَيِّبُ النشْرِ

وأصْبَح صَوْتُ العَنْدَلِيبِ مُخَبِّراً ... هَلَمُّوا إلى دَاعِ الصَّبُوح بلا عُذْرِ

ودُوروا مع النُّدْمانِ في حَانِ دُورِهم ... إذا جُلِيَتْ بِنْتُ المُدامِ من الخِدْرِ

وفُضُّوا خِتامَ الدَّنِّ عنها لكي يُرَى ... على ساقِها مِن كأسِها عَنْدَمٌ يجْرِي

قديمةُ عَصْرٍ وهْي عَذْراءُ إذْ بَدَتْ ... تُخَبِّرُ عمَّا كان في سالفِ الدَّهْرِ

لقد أعْجَزتْ عن وَصْفِها كلَّ ناطقٍ ... لِسِرٍ بها قد قام يسْرِي من السِّرِّ

فنُورٌ ولا نارٌ وكأسٌ ولا طِلاً ... شُئونٌ بها هامَ الكَلِيمُ مع الخِضْرِ

فمِن طِبِّها عيسى بنُ مريمَ قد شَفَى ... لِمَن شَفَّه داءُ السَّقامِ بلا نُكْرِ

وأهْدَى لنا هادِي الهُدَى من سَنائِها ... فهامَ بها السَّاداتُ نَسْلُ أبي بكرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>