للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي إن لم تكنْ ممَّا يخطُبه الخاطب، فلْتكُن مما يحْتطِبُه في ليلِ سُطورِه الحاطب.

فمن ذلك فُصولِي القِصار، وقد ذكرتها مُقتصراً على زُبدِها غاية الاقْتصار: في الأحاديث صحيحٌ وسقيم، ومن التَّراكيب مُنْتِجٌ وعقيم.

للنفوس صَبابةٌ بالغرائب، وإن لم يكنْ من الأطايب.

قال بعضُ أهل العرفان: إذا قَصُرت يدُك عن المكافأة فليَطُلْ لسانُك بالشُّكْران الرْوضُ إن لم يشكر الغَمام بعَرْفهِ، ففي وجهِه شاهدٌ من عُرْفِه.

شفاعةُ اللِّسان، أفضلُ زكاةِ الإنسان.

إذا ما سقَط الرَّجا، فالناس كلُّهم أكْفا.

للِه ألطافٌ غنيَّةٌ عن البيان، وهو مع تنزُّهِه عن الحوادث كلِّ يوم في شَان.

وللدهرِ نُسْخة تعرب عن الأقْدار، وحُجَّةُ القضاء بيننا هي مُسوَّدةٌ بالليل نَراها مُبَيَّضة بالنَّهار.

فبيْنا تراه كلَيالِي المِحاق لا شموس ولا أقمار، أعْقب لياليَ مُقْمِرَةً وأياماً مُشْمِسَةً تسُرُّ القلوبَ والأبصار.

مَن تواضَع رَقِيَ لمراتبِ السَّلف، فإن التَّواضُعَ كما قيل سُلَّمُ الشَّرَف.

العِلْمُ مع المُنخفِض والآبِي، كالماءِ مع الوِهادِ والرَّوابي.

مَن لم يكنْ بالفضلِ ذَا رُجْحان، يميل بالخِفَّةِ مثلَ المِيزان.

إذا زاد قَرِينُك في التَّرَقِّي، فزِدْ أنت مِن شَرِّهِ في التَّوَقِّي.

ليست الأذْنَابُ كالأعْراف، ولا الأنْدالُ كالأشْراف.

إذا صحِبْتَ فاصْحَب الأشراف تَنَلِ التَّشْريف، فإن المُضافَ يكْتسب من المضاف إليه التَّنْكِير والتعريف.

السِّلْعة على قَدْرِ الثَّمن، والحركةُ على قَدْرِ تنْشيط الزَّمَن.

أعوذُ بالله من الكساد، فإنه أخو الفساد.

إنْجازُ وعْدٍ بإنْجاحِ النَّدَى، أحْسَنُ من نَوْرٍ يفتحه النَّدى.

تمْتلِي الغُدْرانُ إذا هَمَى السحاب، فكأن الغُدُرَ فَذْلَكةٌ والسَّحاب حِساب.

تتَبُّعُ الأمرِ بعد الفَوات تَغرِير، وتَرْكُه إذا أقْبَل عَجْزٌ وتَقْصِير.

إذا ساعد الدهرُ على سُرورٍ فَواتِهْ، واغتنمْ منه وقتاً سَرَّ قبل فواتِه.

السُّرور إذا دعَوْتَه يَنْجاب، والكَدَرُ ما إِن دَعَوْته أجاب.

أعمارُ الكرام مُشاهَرة، وأعمار اللِّئام مُداهَرة.

للوُدِّ حَقّ، يُدَّعَى به الباطلُ فيُسْتَحَقّ.

وللخُلَّةِ ذِمام، تتأخَّر به الَمعْدَلةُ وهي أمام.

قيامُ النُّفوس بالوِداد، أوْلَى من قيام الأجساد للأجساد.

ما مَن يُعانِد الحقَّ ببُهْتانه، إلاَّ كمن يُسابِق العِتاق بأتانِه.

ليس لإرْشادِ البهائم سبيل، والحمير لا تعرف طعْم الزَّنْجِبيل.

أعجبُ الأشياء فاسق يبحث في الحلال والحرام، وآلَمُها للقلْب مُجالسةُ اللِّئام للكرامِ.

إخوانُ هذا الزمن عَراهم الخَلَل، وكانوا على صِحَّةٍ فداخَلتْهم حُروف العلَل.

أكثرُ أبْناء الزمان أحْداث، وهم مع أحْداثِه أحْداث.

في أولاد الزِّنا كَثْرة، ولعيْن الزمان نَظْرة.

حالي مع أبْناء الدهر كمُودِع الرِّيح في أكمام العُرْيان، وواضعِ المِصْباح في رُواقِ العِمْيان.

أنا وإن بقيتُ في خَلَفٍ أجْرَب، فإني بالصبر جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب.

نامَ بمَهْدِ الخُمول حَظُّ زماني، فليْته كان يحلُم بطَيْف الأمانِي.

على الأيام من حُزْني عن قَدْح العَزَمات سلامٌ حملتْه مُرْسلات النَّسمات.

لمَّا برَدَ قلبي أيْقنتُ بالنُّجح، ودَلَّني ذلك كما دَلَّ بَرْدُ النَّسيمِ على الصُّبْحِ.

الأكْمامُ تبشِّر بالأزهار، والفجر يجيءُ طَلِيعةً للنهار.

نِسْبَةُ الكريم إلى الكرام، نسبة الرِّياض إلى الغَمام.

الضامِنُ غارِمٌ، وعِداتُ آلى السَّماح مَغارِم.

الْجُود حارسُ الأعراض، والبخلُ غارِسُ الأغْراض.

الكريمُ تُثْنِي عليه وُفودُ الرَّكائب، ولو سكتُوا أثْنتْ عليه الحَقائب.

السَّخِيُّ مَن إذا تَبَّرع، عَفَّ مالَ الورَى وتَوَرَّع.

الرِّزقُ من الكريم تَسْخير، وله وقتٌ يأْبَى التَّقديم والتأخير.

رِزْقُ أهلِ الفصاحة مَسْجون، وحديثُ قِلَّةِ حَظَّهم شُجونُ المَشْجون.

يمسَح قَذَى العِرْضِ النوال، ومَنادِيلُ الأعْراض الأموال.

لا فضيحةَ أخَسُّ مِن تَقْطِيب الخاذِل، ولا عِزّ أحسنُ من أرْيحِيَّة الباذِل.

الكرمُ أشرفُ الأحساب، والمَودّةُ أقربُ الأنْساب.

<<  <  ج: ص:  >  >>