للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السخاءُ من خُطوبِ الزمن نِعْم الواقِي، وخيرُ الجزاءِ للمرءِ هو الباقي.

خيرُ العَرُوض وِقايةُ الأعراض، وقد تصدُق المَفاهيم إذا صدَقت الأغْراض.

لولا خِلالٌ سَنَّها الشِّعْر للأكارِم، لم يَدْرِ بُغاةُ النَّدى طريقَ المَكارم.

أكثرُ الكنوز في الْخَراب، والتِّبْرُ مطروحٌ مع التُّراب.

الاقْتصاد أسلمُ لذي المال القليل، والبُخلُ خيرٌ من سُؤال البَخِيل.

مَن افْتقر احْتقرَه الناس، والجودُ سُكْرٌ خمارُه الإفْلاس.

ما طال لسانُ المَعذِرة، إلاَّ لمَّا قصُرت يدُ المَقدرة وليس هذا بمَحَلِّ الكِتْمان، ورَقْصِي على مِقْدار إيقاعِ الزمان.

غيرُ مَلُومٍ في الجُود مَن ضاق يَدَا، فإن الغِناء كما قالوا أخُو النَّدَى.

جُهْدُ المُقِلِّ في الزمان الجَدْب، أحسنُ من عُذْرِ المُخِلِّ العَذْب.

رَضِيتُ بالقضاء إذْ ضَنَّ دهري بالكَفاف، لأجُوز بَحْرَ الخُطوب من جِسْرِ الصِّيانةِ والعَفاف.

الاعْتدال في الْجُود، أحسنُ من الاعْتداء على المَوجود.

ومن أمْثال الأطِبّا: مَن لَزِم القَصْد، اسْتَغْنى عن الفَصْد.

إنما تُضِيءُ دَياجِي الخُطوبِ إذا تمرَّطَتْ منها المَناكب، بنُجومِ المعالي المُشرقةِ في سماءِ المَناقب.

مَقامُ القُطَّان في الأوطان، مَقامُ الأرْواح في الأبدان.

قلَّما تَصِيد في أوكارِها الطَّير، والأهِلَّةُ لا تصيرُ أقماراً إلاَّ بالسيْر.

قيل: دون الغيب أقْفال، لا يفتحها الزجرُ والْفال. قلتُ: للغيب أقْفال، مَفاتيحُها التَّيَمُّن والْفال؛ لقولهم: ألْسِنةُ الخلقِ أقْلام الحَقّ.

المرءُ يُكلَّف بالاجْتهاد في المَطالب، وليس عليه ضمانُ العواقب.

رُبَّ شخصٍ قُرْبُه نَفْع لا يخْشَى الإنسانُ معَه ضَيْرا، وقلبُه مَشْحونٌ بنِيَّة الخيرات فمن يَخْطُرْ ببالِه يَلْقَ خيرا.

لم يَنْتَبِه مِن نومِه، مَن لم يستغْفِر لأمْسِه من يَوْمِه.

لا تقلْ لذاهبٍ قد ذَهَب، لكن رَدَدْتُه إلى مَن وَهَب.

بَقاءُ الأعمار مَبْنِيٌّ على الأنفاس، والبقاءُ الذي يكون على الرِّيح إن تأمَّلْتَه بغيرِ أساس.

وَلَّى عصرُ النَّشاط والشَّبِيبَة، فاغْتنِمْ بَقِيَّةً مع الحبيب والحبِيبَة.

ولا تنَمْ بعد ذاك العصر عن الفُتون، فالنومُ بعد العصر كما قيل جُنون.

الشَّيْب نَذِيرٌ للجسم بانْهِدام بِنائِه، كابْيضاضِ مُخْضَرِّ النَّبات دليلُ استحصَادِه وفَنائِه.

إذا كانت الأجسادُ بالقُوَّة فانِيَة، والآجالُ مع الساعاتِ مُتَدانِيَة، فكلُّ حَيٍّ يُفْقَد حين يُولَد، ويُعدَم حين يُوجَد.

فأيُّ أُنْسٍ لنفسِي ولا صَفْوَ إلاَّ إلى كَدَر، ولا عَيْنَ إلاَّ إلى أثَر.

إذا وافَى الأجَل، اصْطَلح الظَّنُّ والأمَل.

رُبَّ مَجْدٍ في رَجا مُطالِبه، ومِن خَلْفِه الآجالُ تسْخَرُ بالمِطالِ بِه.

المرءُ طوعُ المقادير، والاجْتهاد إبْلاءُ المَعاذير.

كلُّ امْرِئٍ بوَقْتِه مَرْهُون، ولابُدَّ يوماً أن تُفَكَّ الرُّهُون.

من قال: عيونُ الحوادثِ نِيام، فلْيَخْشَ أن يُوقِظَها له قَدَرٌ لا ينام.

الدهرُ تَعْرِفُ أنَّ اللُّؤمَ من أوْصافِه، فإن شئتَ الحُظْوةَ به كُنْ مِثْلَه أو صَافِه.

الدهرُ أقْصَر من أن يُقَصَّر بالعِتاب، ويا لَهْفَتاهُ على عُمْرٍ يُكدَّر بالهجر والاجْتناب.

إيَّاك أن تتورَّط بالأهْواء إلى الْعَنَا، فإن الغِنَا كما قيل رُقْيةُ الزِّنا.

رُبَّ أملٍ في طَيِّ يأسٍ مُدْرَج، ومحبوبٍ في ضِمْنِ مكروهٍ مُدْمَج.

ما كُلُّ خُوطَةٍ رَطْبةُ المِهَزّ، ولا كلُّ ثمرةٍ تُجِيبُ دَاعِيَ الهَزِّ.

إذا أعْوَز الزُّلالُ البارد، اسْتَقى من الكَدَرِ الظَّمْآن الوارِد.

وربَّما ساق الدهرُ أحرارا، إلى تناوُلِ المَيْتِ اضْطرارا.

ما دامت الأفْلاكُ دائرة، فقد دارتْ على الزمانِ الدَّائرة.

الزمانُ واهِبٌ وناهب، والوجودُ جاءٍ وذاهِب.

لو على الاخْتيار دارتِ الأفلاك، لم يكنْ سوى الحسانِ الخَلْقِ والخُلُق فيه من الأمْلاك.

كثيراً ما يزولُ العَشْقُ بجِنايات الصُّدود، والزِّيادةُ في الحَدِّ نُقْصانٌ في المَحْدود.

العاشقُ مَن يستعذبُ الهوَى ويلَذُّه، فإن العشْقَ كالخمرِ أمَرُّه ألَذُّه.

إذا لم يتوارَد القلبان على مَوْرِدٍ واحد، فالعاذِلُ يضربُ في حَديدٍ بارد.

<<  <  ج: ص:  >  >>