لمست ثيابي إن قدرت ثيابها ... ولم ينهني عن مسهن حمامها
ولو شهدتني حين تأتي منيتي ... جلا سكرات الموت عني ابتسامها
ومنها:
أقول لألف ذات يوم لقيته ... بمكة والانضاء ملقى رحالها
بربك أخبرني ألم تأثم التي ... أضر بجسمي من زمان خيالها
فقال بلى والله سوف يمسها ... عذاب وبلوى في الحياة تنالها
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... سريع إلى جيب القميص انهمالها
عفا الله عنها ذنبها واقالها ... وإن كان في الدنيا قليلاً نوالها
ومنها:
وأحبس عنك النفس والنفس صبة ... بذكراك والممشى إليك قريب
مخافة أن يسعى الوشاة بظنة ... وأحرسكم أن يستريب مريب
لتد جعلت نفسي وأنت اخترمتها ... وكنت أعز الناس عنك تطيب
فلو شئت لم أغضب عليك ولم يزل ... لك الدهر مني ما حييت نصيب
أما والذي يبلوا السرائر كلها ... ويعلم ما تبدي به وتغيب
لقد كنت ممن تصطفى النفس خلة ... لها دون خلان الصفاء حجوب
ومنها.
ألا ليت ليلى اطفأت حر زفرة ... أعالجها لا أستطيع لها ردا
إذا الريح من نحو الحمى نسمت لنا ... وجدت لمسراها ومنسمها بردا
على كبد قد كاد يبدي بها الهوى ... ندوباً وبعض القوم يحسبني جلدا
وإني يماني الهوى منجد النوى ... سبيلان القي من خلافهما جهدا
سقى الله نجداً من ربيع وصيف ... وما ترجى من ربيع سقى نجدا
بلى أنه قد كان للعيش مدة ... وللعيس والركبان منزلة حمدا
أبى القلب أن ينفك من ذكر نسوة ... رقائق لم يخلقن شوها ولا نكدا
إذا رحن بسحبن الذيول عشية ... ويقتلن بالألحاظ أنفسنا عمدا
مشا عيطلات رجح بحضورها ... روادف وعثات ترد الخطا ردا
وتهتز ليلى العامرية إذ مشت ... ولاثت بثوب القز ذا غدر جعدا
إذا حرك المدى ضفائرها العلا ... مزجن بذي الريحان والعنبر الوردا
ومنها.
أبى القلب الأحبة عامرية ... لها كنية عمرو وليس لها عمرو
تكد يدي تندى إذ ما لمستها ... وتنبت في أطرافها الورق الخضر
ومنها وقد ضعف فعاده الناس ولم تعده ليلى فأنشد.
ألا ما لليلى لا ترى عند مضجعي ... بليل ولا يجري بذلك طائر
بلى إن عجم الطير تجري إذا جرت ... بليلى ولكن ليس للطير زاجر
أزالت عن العهد الذي كان بيننا ... بذي الأيك أم قد غيرتها المقادر
فوالله ما في القرب لي منك راحة ... ولا البعد يسليني ولا أنا صابر
ووالله ما أدرى بأية حيلة ... وأي مرام أو خطار أخاطر
وتالله إن الدهر في ذات بيننا ... عليّ له في كل حال لجائر
فلو كنت إذ أزمعت هجري تركت ... جميع القوى والعقل مني وافر
ولكن أيامي بحقل عنيزة ... وبالردم أيام حباها التجاور
وقد أصبح الود الذي كان بيننا ... أمانيّ نفس والمؤمل حائر
لعمري لقد كدرت يا أم مالك ... حياتي وساقتني إليك المقادر
ومنها:
فوا كبدي من حب من لا يحبني ... ومن زفرات ما لهن فناء
أريتك إن لم أعطك الحب عن يد ... ولم يك عندي إذ أبيت اباء
أتاركتي للموت أنت فميت ... وما للنفوس الخائفات لقاء
ومنها:
وجاءوا إليه بالتعاويذ والرقي ... وصبوا عليه الماء من ألم النكس
وقالو به من أعين الجن نظرة ... ولو عقلوا قالوا به نظرة الأنس
ومنها:
وشغلت عن فهم الحديث سوى ... ما كان فيك فأنتم شغلي
وأرى جليسي إذ يحدثني ... إن قد فهمت وعندكم عقلي
ومنها: