وَلما تعين الْبُرْنُس دانيلو اَوْ دانيال حَاكما لهَذَا الْجَبَل فصل السلطة الملكية عَن الدِّينِيَّة مَعَ بَقَاء وَظِيفَة رَئِيس الاساقفة فِي العائلة الاميرية وَمن بعْدهَا فِي اقدم العائلات الشَّرِيفَة ولتجرد دانيلو عَن الصّفة الدِّينِيَّة تقرب من النمسا جارته لتساعده على حفظ استقلاله بِمَا ان الدولة الْعلية ارادت اتِّخَاذ هَذَا التَّغْيِير فِي حُكُومَة الْبِلَاد سَببا للتدخل فِيهَا وَتَقْرِير سيادتها عَلَيْهَا وارسلت الْقَائِد الشهير عمر باشا لمحاربة دانيلو سنة ١٨٥٣ قبل ان يشْتَغل بمحاربة الروسيا وَلَوْلَا توَسط النمسا والروسيا لاحتل عمر باشا جَمِيع بِلَاده لَكِن ظروف الاحوال اضطرت الْبَاب العالي لايقافه قبل تتميم ماموريته اتبَاعا لمشورة اوروبا
وَلما انْعَقَد مؤتمر باريس بعد انْتِهَاء حَرْب القرم كَمَا مر طلب الامير دانيلو من مندوبي الدول الِاعْتِرَاف باستقلاله فَلم يحز طلبه قبولا لديهم بل نصحوا لَهُ بالانقياد للدولة وَهِي فِي مُقَابلَة ذَلِك تعطيه جزأ قَلِيلا من بِلَاد الهرسك لتوسيع حُدُوده وتمنحه رُتْبَة مشير وترتب لَهُ مُرَتبا ماليا على سَبِيل المساعدة فحنق لعدم نوال استقلاله لكنه الْتزم بالانصياع لنصائح اوروبا خوفًا من عدم مساعدتها لَهُ لَو حاربته الدولة