وَفِي سنة ١٨٥٨ حصلت عدَّة وقائع حربية بَين اهالي الْجَبَل وعساكر الدولة بِسَبَب عدم الِاتِّفَاق على الْحُدُود فتدخلت الدول ومنعت الْحَرْب وعينت لجنة من مندوبيها ومندوب من طرف الدولة وَآخر من حُكُومَة الْجَبَل لفصل الْحُدُود ففصلتها ثمَّ قتل الْبُرْنُس دانيلو فِي ٢٥ محرم سنة ١٢٧٧ ١٣ اغسطس سنة ١٨٦٠ عَن بنت واخ فاستلم زِمَام الاحكام الْبُرْنُس نيقولا ابْن اخيه ميركو ولمناسبة حُصُول بعض حركات ثورية فِي بِلَاد الهرسك ثار لمساعدتهم كثير من اهالي الْجَبَل بايعاز من الْبُرْنُس ميركو فسحقهم عمر باشا الَّذِي ارسله الْبَاب العالي لاخماد ثورة الهرسك ثمَّ حاصر امارة الْجَبَل من جَمِيع جهاتها وامر الْبُرْنُس نيقولا ان يحل الجيوش الَّتِي جمعهَا على الْحُدُود والايضطر هُوَ لتفريقها وَلما لم يصغ الامير لهَذَا الْبَلَاغ اغار عمر باشا على بِلَاد الْجَبَل من ثَلَاث جِهَات فِي آن وَاحِد وَجعل الثَّلَاث فرق تَحت قيادة عَبده باشا ودرويش باشا وحسين عوني باشا
وبهذه المناورة العسكرية المهمة الْتَقت الجيوش الثَّلَاثَة فِي قلب الْجَبَل بعد ان هزمت وَفرقت كل مَا وقف فِي طريقها وَلم يكن بذلك للبرنس نيقولا بُد من امضاء الشُّرُوط الَّتِي عرضت عَلَيْهِ من قبل عمر باشا للتوقيع عَلَيْهَا فامضاها رغم انفه فِي ٤ ربيع الاول سنة ١٢٧٩ ٣٠ اغسطس سنة ١٨٦٢
وَمن اهم مَا جَاءَ بهَا ان لَا يُقيم ميركو وَالِد الْبُرْنُس نيقولا فِي بِلَاد الْجَبَل مُطلقًا وان تبني الدولة حصونا وقلاعا على الطَّرِيق الموصلة بَين مَدِينَة اشقودره وبلاد الهرسك مارة بِبِلَاد الْجَبَل وبدأت الْجنُود العثمانية على الْفَوْر فِي بِنَاء حصن دَاخل بِلَاد الْجَبَل على هَذَا الطَّرِيق الامر الَّذِي لم يسْبق لَهَا اصلا فِي هَذِه الْبِلَاد
لَكِن تعرضت الدول لنفاذ هَذِه المعاهدة بِحجَّة انها مجحفة بِحُقُوق امة مسيحية وَطلبت من الْبَاب العالي بِكُل الحاح خُصُوصا فرنسا والروسيا عدم ابعاد الْبُرْنُس ميركو عَن بِلَاده فتساهل شَفَقَة مِنْهُ لكنه صمم على بِنَاء الْحُصُون بِالصّفةِ المشروحة وَمَعَ ذَلِك فخوفا من تدخل الدول بِالْقُوَّةِ كَمَا حصل فِي بِلَاد الشَّام اعلن الْبَاب العالي الامير فِي ٢٣ رَمَضَان سنة ١٢٨٠ ٢ مارس سنة ١٨٦٤ انه يتنازل عَن بِنَاء القلاع بارضه مؤقتا إِذا تعهد الامير بِحِفْظ هَذِه الطَّرِيق والتعويض ماليا عَمَّا يسلب من اموال التُّجَّار