ووزع الباشا الْقَائِد للحامية عدَّة قره قولات فِي الْمَدِينَة لحمايتهم وَلما حصلت ثورة الهرسك سنة ١٨٦١ ومابعدها وتبعها حَرْب الْجَبَل الاسود خشِي الْبَاب العالي من مساعدة الصربيين للثائرين فَجمع على الْحُدُود عددا عَظِيما من جيوش الباشيبوزوق وَلعدم انتظام هَؤُلَاءِ الْجنُود حصلت عدَّة مشاجرات بَينهم وَبَين اهالي الصرب سَالَتْ فِيهَا الدِّمَاء وَلما وصل خبر هَذِه المناوشات إِلَى بلغراد تذمر الاهالي واظهروا الْعَدَاوَة للعثمانيين وَحدث فِي غُضُون ذَلِك ان تعدى اُحْدُ الاهالي فِي ١٢ الْحجَّة سنة ١٢٧٨ ١٠ يونيو سنة ١٨٦٢ على جندي عثماني فَقتله الجندي وتعصب كل فريق لَاحَدَّ الْفَرِيقَيْنِ وحصلت مقتلة كَادَت تعم الْبَلَد فَتدخل الْقَائِد العثماني بجُنُوده وَبعد ان احتمى جَمِيع الْمُسلمين الساكنين بَين النَّصَارَى فِي القلعة مَعَ نِسَائِهِم واطفالهم سلط الباشا مدافع القلعة على الْمَدِينَة واطلقها عَلَيْهَا مُدَّة ارْبَعْ سَاعَات مُتَوَالِيَات ثمَّ تدخل القناصل بَين الْفَرِيقَيْنِ فابطلوا اطلاق القنابل وَقبل الباشا اخلاء قره قولات الْمَدِينَة واقتصار الْمُسلمين على السكن دَاخل حُدُود القلعة وَبعد هَذِه الْحَادِثَة ارسل الْبُرْنُس ميشيل خطابا بتاريخ ١١ محرم سنة ١٢٧٩ ٩ يوليو سنة ١٨٦٢ إِلَى اللورد رسل نَاظر خارجية انكلترا يطْلب مِنْهُ التَّوَسُّط لَدَى الْبَاب العالي لحسم هَذِه النَّازِلَة فاجابه اللورد بِمَا يُؤْخَذ مِنْهُ عدم تعضيد الْحُكُومَة الانكليزية لَهُ فِي طلباته وانها تنصح لَهُ بالانصياع لاوامر الدولة صَاحِبَة السِّيَادَة
ثمَّ بِنَاء على الحاح فرنسا والروسيا انْعَقَد بالاستانة مؤتمر من مندوبي الدول الموقعة على معاهدة باريس وَبعد مناقشات طَوِيلَة طلب فِي خلالها مَنْدُوب فرنسا انجلاء العثمانيين من قلعة بلغراد بِدُونِ ان يعضده بَاقِي المندوبين تقرر بالاغلبية اخلاء قلعتين من الْجنُود العثمانية وبقائها فِي ارْبَعْ قلاع فَقَط وَهِي بلغراد وسمندريه وَفتح