فرغاء جعدة غضة بضة
تخالها فِي الظلمَة بَدْرًا زاهرا تَبَسم عَن أقحوان وَعَن مبسم كالأرجوان كَأَنَّهَا بَيْضَة مكنونة أَلين من الزّبد وَأحلى من الشهد وأنزه من الفردوس والخلد وأزكى ريحًا من الياسمين والورد تفرح بقربها وتسرك الْخلْوَة مَعهَا
قَالَ فاستضحك كسْرَى حَتَّى اختلجت كتفاه وَقَالَ فَفِي أَي الْأَوْقَات إتيانهن أفضل قَالَ عِنْد إدبار اللَّيْل يكون الْجوف أخلى وَالنَّفس أهْدى وَالْقلب أشهى وَالرحم أدفى
فَإِن أردْت الِاسْتِمْتَاع بهَا نَهَارا تسرح عَيْنك فِي جمال وَجههَا ويجتني فوك من ثَمَرَات حسنها ويعي سَمعك من حلاوة لَفظهَا وتسكن الْجَوَارِح كلهَا إِلَيْهَا
قَالَ كسْرَى لله دَرك من إعرابي
لقد أَعْطَيْت علما وخصصت فطنة وفهما
وَأحسن صلته وَأمر بتدوين مَا نطق بِهِ
وَقَالَ الواثق بِاللَّه فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالبستان أَن الْحَرْث بن كلدة مر بِقوم وهم فِي الشَّمْس فَقَالَ عَلَيْكُم بالظل فَإِن الشَّمْس تنهج الثَّوْب وتنقل الرّيح وتشحب اللَّوْن وتهيج الدَّاء الدفين
وَمن كَلَام الْحَرْث البطنة بَيت الدَّاء وَالْحمية رَأس الدَّوَاء وعودوا كل بدن مَا اعْتَادَ
وَقيل هُوَ من كَلَام عبد الْملك بن أبجر
وَقد نسب قوم هَذَا الْكَلَام إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأوله الْمعدة بَيت الدَّاء وَهُوَ أبلغ من لفظ البطنة
وَرُوِيَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ من أَرَادَ الْبَقَاء وَلَا بَقَاء فليجود الْغذَاء وليأكل على نقاء وليشرب على ظمأ وَليقل من شرب المَاء ويتمدد بعد الْغَدَاء ويتمشى بعد الْعشَاء
وَلَا يبيت حَتَّى يعرض نَفسه على الْخَلَاء
وَدخُول الْحمام على البطنة من شَرّ الدَّاء ودخلة إِلَى الْحمام فِي الصَّيف خير من عشر فِي الشتَاء
وَأكل القديد الْيَابِس فِي اللَّيْل معِين على الفناء ومجامعة الْعَجُوز تهدم أَعمار الْأَحْيَاء
وَرُوِيَ بعض هَذِه الْكَلِمَات عَن الْحَرْث بن كلدة وفيهَا من سره النِّسَاء وَلَا نسَاء فليكر الْعشَاء وليباكر الْغَدَاء وليخفف الرِّدَاء وَليقل غشيان النِّسَاء
وَمعنى فليكر يُؤَخر وَالْمرَاد بالرداء الدّين وَسمي الدّين رِدَاء لقَولهم هُوَ فِي عنقِي وَفِي ذِمَّتِي فَلَمَّا كَانَت الْعُنُق مَوضِع الرِّدَاء سمي الدّين رِدَاء
وَقد رُوِيَ من طَرِيق آخر وَفِيه
وتعجيل الْعشَاء وَهُوَ أصح
وروى أَبُو عوَانَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر قَالَ قَالَ الْحَرْث بن كلدة من سره الْبَقَاء وَلَا بَقَاء فليباكر الْغَدَاء وليعجل الْعشَاء وليخفف الرِّدَاء وَليقل الْجِمَاع
وروى حَرْب بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا أبي قَالَ قَالَ الْحَرْث بن كلدة أَرْبَعَة أَشْيَاء تهدم الْبدن الغشيان على البطنة وَدخُول الْحمام على الامتلاء وَأكل القديد ومجامعة الْعَجُوز