للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مضى عَلَيْهَا أَرْبَعُونَ يَوْمًا حَتَّى بَرِئت وَصلح جسمها وَفَرح الرَّسُول بذلك فَرحا عَظِيما

فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة استدعاه وَأَعْطَاهُ ألف دِرْهَم ودراعة سقلاطون وثوبا توثيا وعمامة قصب وَقَالَ لَهُ طالبهم بحقك فَأَعْطَتْهُ الْجَارِيَة ألف دِرْهَم وقطعتين من كل نوع من الثِّيَاب وَحمل على بغله بمركب وَاتبع ذَلِك بمملوك زنجي فَخرج وَهُوَ أحسن حَالا من أحد أَخْوَاله

فَلَمَّا رَأَوْهُ وَثبُوا لَهُ وتلقوه لقيا جميلا فَقَالَ لَهُم للثياب تكرمون لَا لي

فَلَمَّا مضى الرَّسُول انْتَشَر ذكره بِفَارِس وبكرمان بِمَا عمل وَكَانَ ذَلِك سَبَب خُرُوجه من شيراز

فَلَمَّا دخل رفع خَبره إِلَى عضد الدولة وَكَانَ أول تبوئه ولَايَته شيراز واستدعى بِهِ فَحَضَرَ واحضر مَعَه رِسَالَة فِي عصب الْعين تكلم فِيهَا بِكَلَام حسن فَحسن موقعه عِنْده وَقرر لَهُ جَار وجراية كالباقين ثمَّ أَنه عرض لكوكين زوج خَالَة عضد الدولة وَهُوَ وَالِي كورة جورقب مرض واستدعى طَبِيبا فأنفذه عضد الدولة فَلَمَّا وصل أكْرم مَوْضِعه وأجله إجلالا عَظِيما

وَكَانَ بِهِ وجع المفاصل والنقرس وَضعف الأحشاء فَركب لَهُ جوارشن تفاحي وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَخمسين وثلثمائة لِلْهِجْرَةِ فَانْتَفع بِهِ مَنْفَعَة بَيِّنَة عَظِيمَة فأجزل لَهُ عطاءه وأكرمه ورده إِلَى شيراز مكرما

ثمَّ أَن عضد الدولة دخل إِلَى بَغْدَاد وَهُوَ مَعَه من خاصته وجدد البيمارستان وَصَارَ يَأْخُذ رزقين وهما برسم خَاص ثلثمِائة دِرْهَم شجاعية وبرسم البيمارستان ثلثمِائة دِرْهَم شجاعية سوى الجراية

وَكَانَت نوبَته فِي الإسبوع يَوْمَيْنِ وليلتين

وَاتفقَ أَن الصاحب بن عباد رَحمَه الله تَعَالَى عرض لَهُ مرض صَعب فِي معدته فكاتب عضد الدولة يلْتَمس طبيا

وَكَانَ عمله وَفعله وفضله مَشْهُورا فَأمر عضد الدولة بِجمع الْأَطِبَّاء البغداديين وَغَيرهم وشاورهم فِيمَن يصلح أَن ينفذ إِلَيْهِ

فَلَمَّا جمعهم واستشارهم

فَأَشَارَ جَمِيع الْأَطِبَّاء على سَبِيل الأبعاد لَهُ من بَينهم وحسدا على تقدمه مَا يصلح أَن يلقى مثل هَذَا الرجل إِلَّا أَبُو عِيسَى جِبْرَائِيل لِأَنَّهُ مُتَكَلم جيد الْحجَّة عَالم باللغة الفارسية

فَوَقع ذَلِك بوفاق عضد الدولة فَأطلق لَهُ مَالا يصلح بِهِ أمره وَحمل إِلَيْهِ مركوب جميل وبغال للْحَمْل وسيره

فَلَمَّا وصل الرّيّ تَلقاهُ الصاحب لِقَاء جميلا وأنزله فِي دَار مزاحة الْعِلَل بفراش وطباخ وخازن ووكيل وبواب وَغَيره

وَلما أَقَامَ عِنْده إسبوعا استدعاه يَوْمًا وَقد أعد عِنْده أهل الْعلم من أَصْنَاف الْعُلُوم

ورتب لمناظرته إنْسَانا من أهل الرّيّ وَقد قَرَأَ طرفا من الطِّبّ

فَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء من أَمر النبض فَعلم هُوَ مَا الْغَرَض فِي ذَلِك

فَبَدَأَ وَشرح أَكثر مِمَّا تحتمله الْمَسْأَلَة

وَعلل تعليلات لم يكن فِي الْجَمَاعَة من سمع بهَا

وَأورد شكوكا ملاحا

<<  <   >  >>