أَبَا الْحَرْث بن بنسخنز والربعين وسبى ذَرَارِيهمْ فَكَانَ من ذَلِك السَّبي مهرويه وخلد وقرابتهما شاهك وَكَانَت على مائدة شهريار وَهِي أم السندي ابْن شاهك وَكَانَ مِنْهُم الْحَرْث بن بسخنز وَجَمِيع هَؤُلَاءِ الموَالِي الرازيين
ثمَّ أدْرك الْهَادِي وأفضت الْخلَافَة إِلَى الْمهْدي فاتصل بِي الْأَمر وَعظم قدري لِأَنِّي صرت متطبب ولي الْعَهْد
ثمَّ ملك الْهَادِي أمة الْعَزِيز فَكَانَت أعز عَلَيْهِ من جلدَة مَا بَين عَيْنَيْهِ وَهِي أم جَعْفَر وَعبد الله وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَق وَعِيسَى الْمَعْرُوف بالجرجاني ومُوسَى الْأَعْمَى وَأم عِيسَى زوج الْمَأْمُون وَأم مُحَمَّد وَعبيد الله ابْنَتَيْهِ
فبناني مُوسَى الْهَادِي جَمِيع وَلَدهَا وَأعلم أمة الْعَزِيز أَنه يتبرك بِي فنلت مها أَكثر من أملي مِمَّا كَانَ من الْهَادِي
ثمَّ دبر الْهَادِي الْبيعَة لِابْنِهِ جَعْفَر ابْن مُوسَى فدعاني قبل الْبيعَة بِيَوْم فَخلع عَليّ وحملني على دَابَّة من دَوَاب رَحْله بسرجه ولجامه وَأمر لي بِمِائَة ألف حملت إِلَى منزلي وَقَالَ لَا تَبْرَح الدَّار بَاقِي يَوْمك وليلتك وَأكْثر نَهَار غدك حَتَّى أبايع لابنك جَعْفَر فتنصرف إِلَى مَنْزِلك وَأَنت أنبل النَّاس لِأَنَّك توليت تربية ابْن خَليفَة صَار ولي الْعَهْد وَولي ولي الْعَهْد الْخلَافَة فربيت ابْنه إِلَى أَن صَار ولي عَهده وَبلغ أمة الْعَزِيز الْخَبَر فَفعلت بِي مثل الَّذِي فعل الْهَادِي من الصِّلَة وحملت إِلَى منزلي ثِيَاب صِحَاح وَلم تحملنِي على دَابَّة وأقمت فِي الدَّار بعيساباذ إِلَى أَن طلعت الشَّمْس من غَد الْيَوْم الَّذِي نلْت فِيهِ مَا نلْت
ثمَّ جلس الْهَادِي وَقد أحضر جَمِيع بني هَاشم فَأخذت عَلَيْهِم الْبيعَة لجَعْفَر وأحلفوا عَلَيْهَا وعَلى خلع الرشيد
ثمَّ آل زَائِدَة فَكَانَ يزِيد بن مزِيد أول من خلع الرشيد وَبَايع جَعْفَر بعده ثمَّ شرَاحِيل بن معن بن زَائِدَة وَأهل بَيته ثمَّ سعيد بن سلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم ثمَّ آل مَالك
وَكَانَ أول من بَايع مِنْهُم عبد الله ثمَّ الصَّحَابَة وَسَائِر مَشَايِخ الْعَرَب ثمَّ القواد
فَمَا انتصف النَّهَار إِلَّا وَقد بَايع أَكثر القواد وَكَانَ فِي القواد هرثمة بن أعين ولقبه المشؤوم وَكَانَ الْمَنْصُور قد قوده على خَمْسمِائَة وَلم يكن لَهُ حَرَكَة بعد أَن قَود فَتوفي أَكثر أَصْحَابه وَلم يثبت لَهُ مَكَان من توفّي مِنْهُم فأحضروه وأمروه بالبيعة
فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لمن أبايع فَقَالَ لَهُ لجَعْفَر بن أَمِير الْمُؤمنِينَ
قَالَ إِن يَمِيني مَشْغُولَة ببيعة أَمِير الْمُؤمنِينَ وشمالي مَشْغُولَة ببيعة هرون فأبايع بِمَاذَا فَقَالَ لَهُ تخلع هَارُون وتبايع جعفرا
فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا رجل أدين بنصيحتك ونصيحة الْأَئِمَّة مِنْكُم أهل الْبَيْت وَبِاللَّهِ لَو تخوفت أَن تحرقني على صدقي إياك بالنَّار لما حجزني ذَلِك عَن صدقك
إِن الْبيعَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا هِيَ إِيمَان وَقد حَلَفت لهارون بِمثل مَا تستحلفني بِهِ لجَعْفَر
وَإِن خلعت الْيَوْم هَارُون خلعت جَعْفَر فِي غَد وَكَذَلِكَ جَمِيع من حلف لهرون على هَذَا فغدر بِهِ
قَالَ فاستشاط مُوسَى من قَوْله وَأمر بوجء عُنُقه
وتسرعت جمَاعَة من الموَالِي والقواد نَحوه بالجررة والعمد فنهاهم