(شبابك كَانَ شَيْطَانا مرِيدا ... فرجم من مشيبك بالشهاب)
(وَأَشْهَب من بزاة الدَّهْر خوى ... على فودي فألمأ بالغراب)
(عَفا رسم الشَّبَاب ورسم دَار ... لَهُم عهدي بهَا مغنى ربَاب)
(فَذَاك أَبيض من قطرات دمعي ... وَذَاكَ أَخْضَر من قطر السَّحَاب)
(فَذا ينعي إِلَيْك النَّفس نعيا ... وذالكم نشور للروابي)
(كَذَا دنياك ترأب لانصداع ... مغالطة وتبني للخراب)
(ويعلق مشمئز النَّفس عَنْهَا ... فَلَمَّا عفتها أغريتها بِي)
(فلولاها لعجلت انسلاخي ... عَن الدُّنْيَا وَإِن كَانَت أهابي)
(عرفت عقوقها فسلوت عَنْهَا ... بأشراك تعوق عَن اضْطِرَاب)
(بليت بعالم يَعْلُو أَذَاهُ ... سوى صبري ويسفل عَن عتابي)
(وسيل للصَّوَاب خلاط قوم ... وَكم كَانَ الصَّوَاب سوى الصَّوَاب)
(أخالطهم وَنَفْسِي فِي مَكَان ... من العلياء عَنْهُم فِي حجاب)
(وَلست بِمن يلطخه خلاط ... مَتى اغبرت أناث عَن تُرَاب)
(إِذا مَا لحت الْأَبْصَار نَالَتْ ... خيالا واشمأزت عَن لباب) الوافر
وَقَالَ أَيْضا
(يَا ربع نكرك الْأَحْدَاث والقدم ... فَصَارَ عَيْنك كالآثار تتهم)
(كَأَنَّمَا رسمك السِّرّ الَّذِي لَهُم ... عِنْدِي ونؤيك صبري الدارس الْهدم)
(كَأَنَّمَا سفعة الأثفي بَاقِيَة ... بَين الرياض كطاجونية جثم)
(أَو حسرة بقيت فِي الْقلب مظْلمَة ... عَن حَاجَة مَا قضوها إِذْ هم أُمَم)
(أَلا بكاه سَحَاب دمعه همع ... بالرعد مزدفر بالبرق مبتسم)
(لم لم تجدها سَحَاب جودها ديم ... من الدُّمُوع الهوامي كُلهنَّ دم)
(لَيْت الطلول أجابت من بِهِ أبدا ... فِي حبهم صِحَة فِي حبهم سقم)
(أَو علها بِلِسَان الْحَال ناطقة ... قد تفهم الْحَال مَا لَا تفهم الْكَلم)