ذخيرة لوقت الشيخوخة
قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن وَأَنا أشرح مَا صَنعته فِي الْأُصُول الثَّلَاثَة ليوقف مِنْهُ على مَوضِع عنايتي بِطَلَب الْحق وحرصي على إِدْرَاكه وَتعلم حَقِيقَة مَا ذكرته من عزوف نَفسِي عَن مماثلة الْعَوام الرعاع والأغبياء وسموها إِلَى مشابهة أَوْلِيَاء الله الأخيار الأتقياء
فَمَا صَنعته فِي الْعُلُوم الرياضية خَمْسَة وَعِشْرُونَ كتابا
أَحدهَا شرح أصُول أقليدس فِي الهندسة وَالْعدَد وتلخيصه
وَالثَّانِي كتاب جمعت فِيهِ الْأُصُول الهندسية والعددية من كتاب إقليدس وأبلونيوس ونوعت فِيهِ الْأُصُول وقسمتها وبرهنت عَلَيْهَا ببراهين نظمتها من الْأُمُور التعليمية والحسية والمنطقية حَتَّى انتظم ذَلِك مَعَ انْتِقَاض توالي إقليدس وأبلونيوس
وَالثَّالِث شرح المجسطي وتلخيصه شرحا وتلخيصا برهانيا لم أخرج مِنْهُ شَيْئا إِلَى الْحساب إِلَّا الْيَسِير
وَإِن أخر الله فِي الْأَجَل وَأمكن الزَّمَان من الْفَرَاغ استأنفت الشَّرْح المستقصي لذَلِك الَّذِي أخرجه بِهِ إِلَى الْأُمُور العددية والحسابية
وَالرَّابِع الْكتاب الْجَامِع فِي أصُول الْحساب وَهُوَ كتاب استخرجت أُصُوله لجَمِيع أَنْوَاع الْحساب من أوضاع إقليدس فِي أصُول الهندسة وَالْعدَد وَجعلت السلوك فِي اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الحسابية بجهتي التَّحْلِيل الهندسي وَالتَّقْدِير العددي
وَعدلت فِيهِ عَن أوضاع الجبريين وَأَلْفَاظهمْ
وَالْخَامِس كتاب لخصت فِيهِ علم المناظر من كتابي إقليدس وبطلموس وتممته بمعاني الْمقَالة الأولى المفقودة من كتاب بطليموس
وَالسَّادِس كتاب فِي تَحْلِيل الْمسَائِل الهندسية
وَالسَّابِع كتاب فِي تَحْلِيل الْمسَائِل العددية بِجِهَة الْجَبْر والمقابلة مبرهنا
وَالثَّامِن كتاب جمعت فِيهِ القَوْل على تَحْلِيل الْمسَائِل الهندسية والعددية جَمِيعًا
لَكِن القَوْل على الْمسَائِل العددية غير مبرهن بل هُوَ مَوْضُوع على أصُول الْجَبْر والمقابلة
وَالتَّاسِع كتاب فِي المساحة على جِهَة الْأُصُول
والعاشر كتاب فِي حِسَاب الْمُعَامَلَات
وَالْحَادِي عشر مقَالَة فِي إجارات الحفور والأبنية بِجَمِيعِ الأشكال الهندسية حَتَّى بلغت فِي ذَلِك إِلَى أشكال قطوع المخروط الثَّلَاثَة المكافئ وَالزَّائِد والناقص
وَالثَّانِي عشر تَلْخِيص مقالات أبلونيوس فِي قطوع المخروطات
وَالثَّالِث عشر مقَالَة فِي الْحساب الْهِنْدِيّ
وَالرَّابِع عشر مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج سمت الْقبْلَة فِي جَمِيع المسكونة بجداول وَضَعتهَا وَلم أورد الْبُرْهَان على ذَلِك