(جرعت مرَارَة أحلى مذاقا ... لمثلك من كميت خندريس)
(فعاين مَا عرَاك بِنور تقوى ... خلائقك الَّتِي هِيَ كالشموس)
(مصابك بِالَّذِي أضحى ثَوابًا ... يُرِيك الْبشر فِي الْيَوْم العبوس)
(عَطاء الله يَوْم الْعرض يسمو ... مماثلة عَن الْعرض الخسيس)
(هموم الْخلق فِي الدُّنْيَا شراب ... يَدُور عَلَيْهِم مثل الكؤوس)
(تروم الرّوح فِي الدُّنْيَا بعقل ... ترى الْأَرْوَاح مِنْهَا فِي حبوس)
(وكل حوادث الدُّنْيَا يسير ... إِذا بقيت حشاشات النُّفُوس) الوافر
ونقلت أَيْضا من خطه مِمَّا نظمه فِي مآثر القَاضِي السديد مجيزا الْبَيْتَيْنِ عملا فِيهِ وهما
(وَلكُل عَافِيَة عفت وَقت فَإِن ... عدت الْمَرِيض فانت من أَوْقَاتهَا)
(فَاسْلَمْ ليسلم من تعلله فقد ... صحت بك الدُّنْيَا على علاتها) الْكَامِل
فَعمل هَذِه الأبيات
(بك عرفت نَفسِي لذيذ حَيَاتهَا ... سُبْحَانَ منشرها عقيب مماتها)
(وَردت حِيَاض الْمَوْت فاستنقذتها ... بِمَشِيئَة لله بعد وفاتها)
(وأعدت فائتها بقدرة قَادر ... يسترجع الْأَشْيَاء بعد فَوَاتهَا)
(فَلذَلِك شكرك بعد شكر إلهها ... فِي سَائِر الْأَوْقَات من أَوْقَاتهَا)
(لله نَفسك مَا أتم ضياءها ... ألعلمها تعتام أم بركاتها)
(تقوى تقر الرّوح فِي أوطانها ... وَنهى تجير النَّفس من آفاتها)
(كم مثل مهجتي اختلست من الردى ... فَرددت عَنْهَا وَهِي فِي سكراتها)
(وغمرتها برا وبرءا بَعْدَمَا ... قذفت بهَا الْأَمْرَاض فِي غمراتها)
(ونزعت عَنْهَا النزع وَهُوَ مدافع ... لنسيم روح الرّوح عَن لهواتها)
(وَلكم بِإِذن الله عدت مودعا ... نفسا فعدت بهَا إِلَى عاداتها)
(يَا من غَدَتْ أَلْفَاظه لتلاوة الْقُرْآن ... تهدي الْبُرْء من نفثاتها)
(يَا أَيهَا القَاضِي السديد وَمن غَدا ... للملة الْبَيْضَاء من حسناتها)
(يَا من بِعَين الْعلم مِنْهُ قريحة ... تتَصَوَّر الْأَشْيَاء فِي مرآتها)
(لله فكرك مدْركا مَا أكتن فِي ... الْأَعْضَاء عَنهُ من جَمِيع جهاتها)
(يحمي طَرِيق الرّوح من دعاره ... فَكَأَنَّهُ وَال على طرقاتها)