لنَفسك وَأَن تجمع فكرك وامنع نَفسك أَن تتطلع فِي شَيْء من أُمُور الهيولانيات
وَقَالَ أسدد الْخمس الكوى ليضيء مسكن الْعلَّة أَي اغمض حواسك الْخمس عَن الجولان فِيمَا لَا يجدي لتضيء نَفسك
وَقَالَ املأ الْوِعَاء طيبا
أَي أوع عقلك بَيَانا وفهما وَحِكْمَة
وَقَالَ افرغ الْحَوْض المثلث من القلال الفارغة
أَي اقص عَن قَلْبك جَمِيع الآلام الْعَارِضَة فِي الثَّلَاثَة الْأَجْنَاس من قوى النَّفس الَّتِي هِيَ أصل جَمِيع الْبشر
وَقَالَ لَا تَأْكُل الْأسود الذَّنب
أَي احذر الْخَطِيئَة
وَقَالَ لَا تتجاوز الْمِيزَان أَي لَا تتجاوز الْحق
وَقَالَ عِنْد الْمَمَات لَا تكن نملة أَي فِي وَقت أمانتك لنَفسك لَا تقن ذخائر الْحس
وَقَالَ يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ زمَان من الأزمنه يفقد فِيهِ زمَان الرّبيع
أَي لَا مَانع لَك فِي كل زمَان من اكْتِسَاب الْفَضَائِل
وَقَالَ افحص عَن ثَلَاثَة سبل فَإِذا لم تجدها فأرض أَن تنام لَهَا نومَة الْمُسْتَغْرق
أَي افحص عَن علم الْأَجْسَام وَعلم مَا لَا جسم لَهُ وَعلم الَّذِي وَإِن كَانَ لَا جسم لَهُ فَهُوَ مَوْجُود مَعَ الْأَجْسَام وَمَا اعتاص مِنْهَا عَلَيْك فارض بالإمساك عَنهُ
وَقَالَ لَيست التِّسْعَة بأكمل من وَاحِد
أَي الْعشْرَة هِيَ عقد من الْعدَد وَهِي أَكثر من تِسْعَة وَإِنَّمَا تكمل التِّسْعَة لتَكون عشرَة بِالْوَاحِدِ وَكَذَلِكَ الْفَضَائِل التسع تتمّ وتكمل بخوف الله عز وَجل ومحبنه ومراقبته
وَقَالَ اقتن بالاثنى عشر إثنى عشر
يَعْنِي بالاثنى عشر عضوا الَّتِي بهَا يكْتَسب الْبر وَالْإِثْم اكْتسب الْفَضَائِل وَهِي العينان والأذنان والمنخران وَاللِّسَان وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ والفرج وَأَيْضًا بالاثنى عشر شهرا اكْتسب أَنْوَاع الْأَشْيَاء المحمودة المكملة للْإنْسَان فِي تَدْبيره ومعرفته فِي هَذَا الْعَالم
وَقَالَ ازرع بالأسود وأحصد بالأبيض
أَي ازرع بالبكاء واحصد بالسرور
وَقَالَ لَا تشيلن الإكليل وتهتكه أَي للسنن الجميلة لَا ترفضها لِأَنَّهَا تحوط جَمِيع الْأُمَم كحياطة الإكليل للرأس
وَكَانَ أهل دهره لما سَأَلُوهُ عَن عبَادَة الْأَصْنَام صدهم عَنْهَا وأبطلها وَنهى النَّاس عَن عبادتها
وَأمرهمْ بِعبَادة الْإِلَه الْوَاحِد الصَّمد البارئ الْخَالِق للْعَالم بِمَا فِيهِ الْحَكِيم الْقَدِير لَا الْحجر المنحوت الَّذِي لَا