يقْضِي على الْخَادِم بالاسترقاق وعَلى الدولة خلدها الله بمزايا الِاسْتِحْقَاق وَكلما أَشَارَ الْمولى عَلَيْهِ فَهُوَ كَمَا نَص عَلَيْهِ لكنه يعلم بسعادته أَن الفرص تمر مر السَّحَاب وان الامور الْمعينَة فِي الاوقات المحدودة تحْتَاج الى تلافي الاسباب وَقد ضَاقَ الْوَقْت بِحَيْثُ لَا يحْتَمل التَّأْخِير وَالْمولى يعلم أَن الْمصلحَة تَقْدِيم النّظر فِي المهم على جَمِيع أَنْوَاع التَّدْبِير وَمَا الْخَادِم مَعَ الْمولى فِي هَذَا المهم الْعَظِيم الا كسهم وَالْمولى مدده وَسيف وَالْمولى جرده فَالله الله فِي العجلة والبدار وَقد ظَهرت مخايل السَّعَادَة والانتصار والحذر الحذر من التَّأْخِير والاهمال فنتفوت وَالْعِيَاذ بِاللَّه الْأَوْقَات الَّتِي نرجو من الله فِيهَا بُلُوغ الآمال والمرجو من كرم الله ان ينْهض الْمَمْلُوك فِي خدمَة مَوْلَانَا السُّلْطَان بِمَا يبيض وَجه أمله وَيكون ذَلِك على يَد الْمولى وَبِقَوْلِهِ وَعَمله ان شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن شعره وَهُوَ مِمَّا انشدني لنَفسِهِ فَمن ذَلِك قَالَ فِي الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَهُوَ مُتَوَجّه الى خدمته عِنْد عودته من الديار المصرية وانشدها عِنْد بَاب السرداب وَهُوَ قَائِم فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
(هذي المهابة والجلال الهائل ... بهرا فَمَاذَا ان يَقُول الْقَائِل)
(لَو أَن قسا حَاضرا متمثلا ... يَوْمًا لديك حسبته هُوَ بَاقِل)
(هَل تقدر الفصحاء يَوْمًا ان يرَوا ... وبيانهم عَن ذِي الْجلَال يناضل)
(وَبِك اقْتدى جلّ النَّبِيين الأولى ... ولديك اضحت حجَّة وَدَلَائِل)
(أظهرت ابراهيم اسباب الْهدى ... وَالْخَيْر وَالْمَعْرُوف انت الْعَامِل)
(شيدت اركان الشَّرِيعَة مُعْلنا ... ومقررا ان الاله الْفَاعِل)
(مَا زَالَ بَيْتك مهبط الْوَحْي الَّذِي ... لجلاله مقفر ربعك آهل)
(وبهرت فِي كل الامور بمعجز ... مَا أَن يُخَالف فِيهِ يَوْمًا عَاقل)
(وَكَفاك يَوْم الْفَخر أَن مُحَمَّدًا ... يَوْم التناسب فِي النجار مواصل)
(مَا زلت تنقل للنبوءة سرها ... حَتَّى غَدا لمُحَمد هُوَ حَاصِل)
(فعليكما صلوَات رب لم يزل ... يأتيكما مِنْهُ ثَنَا وفواضل)
(وَقد التجأت الى جنابك خاضعا ... متوسلا وَأَنا الْفَقِير السَّائِل)
(أرجوك تسْأَل لي لَدَى رب الْعلَا ... غفران مَا قد كنت فِيهِ ازاول)
(وَأرى وَقد غفرت لَدَيْهِ خطيتي ... وَبَلغت مقصودي وَمَا أَنا آمل)
(وَرجعت مُنْقَطِعًا الى ابوابه ... لَا ألتقي عَن غَيره أَنا سَائل)
(وَلَقَد سَأَلت لكامل فِي جوده ... يُعْطي بِلَا من وَلَا هُوَ باخل)
(فحقيقة أَنِّي بلغت ارادتي ... سِيمَا وَأَنت لما سَأَلت الْحَامِل) الْكَامِل