للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أدواء الْعين مَا يعالجه غَيره بِالْقطعِ مثل الظفرة والجرب وَالْبرد وَالْمَاء والغلظ وَالشعر وَزِيَادَة اللَّحْم الَّذِي فِي المآقي ونقصانه

وَأحمد أَيْضا من رَأَيْته حلل من الْعين مَادَّة محتقنة فِيهَا بِسُرْعَة أَو رد الطَّبَقَة الَّتِي يُقَال لَهَا العنابية بعد أَن نتأت نتوءا كثيرا إِلَى موضعهَا حَتَّى لطئت أَو ظهر مِنْهُ غير ذَلِك مِمَّا هُوَ شَبيه فِي علاج الْعين بِغَيْر حَدِيد

هَذَا نَص جالينوس

وَقد رَأَيْت كثيرا من ذَلِك وَأَمْثَاله قد تأتى لأبي فِي المداواة وَكَثِيرًا أَيْضا من أمراض الْعين الَّتِي قد يئس من برئها قد صلحت بمداواته

كَمَا قَالَ فِيهِ بعض من عالجه وبرأ على يَدَيْهِ وَهُوَ شمس الْعَرَب الْبَغْدَادِيّ

(لسديد الدّين فِي الطِّبّ يَد ... لم تزل تنقذ طرفا من قذى)

(كم جلت عَن مقلة من ظلمَة ... وأماطت عَن جفون من أَذَى)

(لَا يعاني طب عين فِي الورى ... قطّ إِلَّا حاذق كَانَ كَذَا)

(يَا مسيح الْوَقْت كم من أكمه ... بك أضحى مبصرا ذَاك وَذَا)

(فبآرائك للداء دوا ... وبألفاظك للروح غذا)

(لَك عِنْدِي منن لَو إِنَّنِي ... شَاكر أيسرها يَا حبذا) الرمل

وشمس الْعَرَب هُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السّلمِيّ

وَلم يزل أبي مترددا إِلَى الْخدمَة بقلعة دمشق وَإِلَى البيمارستان الْكَبِير النوري إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله

وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

وَدفن ظَاهر بَاب الفريدس فِي طَرِيق جبل قاسيون وَذَلِكَ فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد صَاحب دمشق

وَلما كَانَ عمي عِنْد الْملك الأمجد وأتى إِلَى بعلبك الْملك الْمُعظم لنجدة الْملك الأمجد عِنْد عداوته الاسبتار واجتمعوا كَانَ عمي يجْتَمع مَعَهم

وَلم يكن فِي زَمَانه من يعرف الموسيقى واللعب بِالْعودِ مثله وَلَا أطيب صَوتا مِنْهُ

حَتَّى أَنه شوهد من تأثر الْأَنْفس عِنْد سَمَاعه مثل مَا يحْكى عَن أبي نصر الفارابي فَكثر إعجاب الْملك الْمُعظم بِهِ جدا وَبعد ذَلِك أَخذه إِلَيْهِ وَاسْتمرّ فِي خدمته من أول جُمَادَى سنة عشر وسِتمِائَة وَأطلق لَهُ الجامكية والجراية

وَلم يزل يواصله بالافتقاد والإنعام وَلَا يُفَارِقهُ فِي أَكثر أوقاته

وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي صناعَة الطِّبّ

وَكَذَلِكَ كَانَ الْملك الْكَامِل مُحَمَّد وَالْملك الْأَشْرَف يعتمدان عَلَيْهِ

وَإِذا حضر أَحدهمَا عِنْد أَخِيه الْملك الْمُعظم لَا يزَال عِنْدهمَا

وَكَانَ لَهُ مِنْهُمَا الإنعام الْكثير

وَأعرف مرّة قد حضر الْملك الْكَامِل عِنْد أَخِيه الْملك الْمُعظم وَكَانَ عمي مَعَهُمَا وَكَانُوا فِي مجْلِس الْأنس فَأعْطى الْملك الْكَامِل لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة خلعة كَامِلَة وَخَمْسمِائة دِينَار مصرية

وَلما كَانَ الْملك

<<  <   >  >>