وَالثَّانِي فِي قوانين الْأَلْفَاظ المركبة الَّتِي هِيَ المعقولات المركبة من معقولين مفردين والألفاظ الدَّالَّة عَلَيْهَا المركبة من لفظين وَهِي فِي الْكتاب الملقب فِي الْعَرَبيَّة بالعبارة وباليونانية باريمينياس
وَالثَّالِث فِي الْأَقَاوِيل الَّتِي تميز بهَا القياسات الْمُشْتَركَة للصنائع الْخمس وَهِي فِي الْكتاب الملقب فِي الْعَرَبيَّة بِالْقِيَاسِ وباليونانية أنالوطيقيا الأولى
وَالرَّابِع فِي القوانين الَّتِي تمتحن بهَا الْأَقَاوِيل البرهانية وقوانين الْأُمُور الَّتِي تلتئم بهَا الفلسفة وكل مَا يصير بهَا أفعالها أتم وَأفضل وأكمل وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ كتاب الْبُرْهَان وباليونانية أنالوطيقيا الثَّانِيَة
وَالْخَامِس فِي القوانين الَّتِي تمتحن بهَا الْأَقَاوِيل وَكَيْفِيَّة السُّؤَال الجدلي وَالْجَوَاب الجدلي وَبِالْجُمْلَةِ قوانين الْأُمُور الَّتِي تلتئم بهَا صناعَة الجدل وَتصير بهَا أفعالها أكمل وَأفضل وأنفذ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ كتاب المواضيع الجدلية وباليونانية طوبيقا
وَالسَّادِس فِي قوانين الْأَشْيَاء الَّتِي شَأْنهَا أَن تغلط عَن الْحق وتحيد
وأحصى جَمِيع الْأُمُور الَّتِي يستعملها من قَصده التمويه والمخرقة فِي الْعُلُوم والأقاويل ثمَّ من بعْدهَا أحصى مَا يَنْبَغِي أَن تَنْتفِي بِهِ الْأَقَاوِيل المغلطة الَّتِي يستعملها المستمع والمموه وَكَيف يفْتَتح وَبِأَيِّ الْأَشْيَاء يُوقع وَكَيف يتحرز الْإِنْسَان وَمن أَيْن يغلط فِي مطلوباته وَهَذَا الْكتاب يُسمى باليونانية سوفسطيقا وَمَعْنَاهُ الْحِكْمَة المموهة
وَالسَّابِع فِي القوانين الَّتِي يمْتَحن بهَا الْأَقَاوِيل الخطبية وأصناف الْخطب وأقاويل البلغاء والخطباء هَل هِيَ على مَذْهَب الخطابة أم لَا ويحصي فِيهَا جَمِيع الْأُمُور الَّتِي بهَا تلتئم صناعَة الخطابة وَيعرف كَيفَ صَنْعَة الْأَقَاوِيل الخطبية والخطب فِي فن من الْأُمُور وَبِأَيِّ الْأَشْيَاء تصير أَجود وأكمل وَتَكون أفعالها أَنْفَع وأبلغ
وَهَذَا الْكتاب يُسمى باليونانية الريطورية وَهِي الخطابة
وَالثَّامِن فِي القوانين الَّتِي يُشِير بهَا الْأَشْعَار وأصناف الْأَقَاوِيل الشعرية المعمولة وَالَّتِي تعْمل من فن فن من الْأُمُور ويحصي أَيْضا جَمِيع الْأُمُور الَّتِي بهَا تلتئم صناعَة الشّعْر وَكم أصنافها وَكم أَصْنَاف الْأَشْعَار والأقاويل الشعرية وَكَيف صَنْعَة كل صنف مِنْهَا وَمن أَي الْأَشْيَاء تلتئم وَتصير أَجود وَأفهم وأبهى آلَة وَبِأَيِّ الْأَحْوَال يَنْبَغِي أَن تكون حَتَّى تصير أبلغ وَأبْعد وَهَذَا الْكتاب يُسمى باليونانية فويطيقا وَهُوَ كتاب الشّعْر
فَهَذِهِ جملَة أَجزَاء الْمنطق وَجُمْلَة مَا يشْتَمل عَلَيْهِ كل جُزْء مِنْهَا والجزء الرَّابِع هُوَ أَشدّهَا تقدما للشرف والرآسة
والمنطق إِنَّمَا التمس بِهِ على الْقَصْد الأول الْجُزْء الرَّابِع وَبَاقِي أَجْزَائِهَا إِنَّمَا تحمل لأجل الرَّابِع
فَأن الثَّلَاثَة الَّتِي تتقدمه فِي تَرْتِيب التَّعْلِيل هِيَ توطئات ومداخل وطرق إِلَيْهِ وَالْأَرْبَعَة الْبَاقِيَة الَّتِي تتلوه فلشيئين أَحدهمَا أَن فِي كل وَاحِد مِنْهَا أرفادا مَا ومعونة على الْجُزْء الرَّابِع ومعونة بَعْضهَا أَكثر وَبَعضهَا أقل