متى أطلقت من قلادتها ... وطار الغبار وجد الطلب
غدت وهي واثقة أنها ... تقوم بزاد الخميس اللجب
وقال عبد الصمد بن المعذل:
قد اغتدى والشمس في رواقها ... لم تأذن السدفة في إشراقها
وصحبتي الأمجاد في. . . أعراقها ... على عتاق الخيل من عتاقها
نمر بنات القفر من أرزاقها ... تغدو منايا الوحش في أطواقها
وفية الغدر من أخلاقها ... ترى بأيديها لدى استباقها
مثل أشا في العين في إنزلاقها ... كأنها والخزر من أحداقها
والخطط السود على اشداقها ... ترك جرى الاثمد من اماقها
نظارة تخفى على رماتها ... من ختلها الوحش ومن إشفاقها
كأنها الحيات في إطراقها ... أما رأيت الريح في انخراقها
أو لمعة البارق في ائتلافها ... تهوى هوى السيل في ارشاقها
ما أدرك الطرف سوى لحاقها ... وهصرها الأقران واعتناقها
وقال آخر يصفه:
قد أسبق العصم وغير العصم ... بجيد القلب حديد الفهم
مركب من عصب وعظم ... ما فيه وزن ذرة من لحم
تخاله بعض نجوم الرجم ... فكم دم أراقه من قرم
معصفر يشبه ماء الكرم ... وأنفع لي من شاهد لخصم
وقال بعض الكتاب يصف حيله، ودسيسه:
قد أسبق الأذان بالتغليس ... قبل غناء القس والقسوس
بذي دهاء ضاحك عبوس ... جهم كسي من صنعة القدوس
ديباجه من أحسن اللبوس ... كأنما تبتز من عروس
إبليس أو أمكر من إبليس ... طب بصيدها عفرها والعيس
لاط لطو الخامل الخسيس ... والسطو سطو القادر الرئيس
له دبيب ليس بالمحسوس ... مثل دبيب الماء في الغروس
فعل كمين الجحفل. . . الخميس ... وحش يضاهي حيلة الأنيس
حتى إذا أفضى من التأنيس ... إلى سكون النافر الشموس
وحمت الاجال للنفوس ... أبدلها من نعمة ببؤس
أسرع من عين إلى نفيس ... لاه عن الخشفان بالتيوس ولا مزيد في الحسن على قول فارس الدولة محمد بن أحمد السراج يصفه:
واهرت الشدق فيه وفي يده ... ما في الصوارم والخطية الذبل
تساهم الليل فيه والنهار معا ... فقمصاه بجلباب من المقل
والشمس مذ لقبوها بالغزالة لم ... تطلع لناظره إلا على وجل
وتبعه من قال ناسجا على منواله وحاويا على مثاله:
واهرت الشدق بادي السخط مطرح ال ... حياء جهم المحيا سيء الخلق
والشمس مذ لقبوها. . . بالغزالة أعط ... تهما الرشا حدا من ثوبها اليقق
ونقطته حياء كي يسالمها ... على المنايا نعاج الرمل بالحدق
القول في طبائع الكلب