للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما التقى الصفان واختلف القنا ... نهالا وأسباب المنايا نهالها

تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أشداء الرجال طوالها

دعوا: يا لسعد وانتمينا اطيىء ... أسود الشرى إقدامها ونزالها١

قوله: "نهالاً" يريد أنها قد وردت الدم مرة ولم تثن، وذلك أن الناهل الذي يشرب أول شربة، فإذا شرب ثانية فهو عال، يقال: سقاه علاً بعد نهل، وعللاً بعد نهل وفي المثل: "سمته سوم عالة" إذا عرضت عليه عرضاً يستحيي من أن يقبل معه، والعالة لا حاجة بها إلى الشرب، وإنما يعرض عليها تعزيزاً. قال: "وأسباب المنايا نهالها"، أي أول ما يقع منها يكون سبباً لما بعده، وأنشدني غير واحد:

وأن أشداء الرجال طيالها

وليس هذا بالجيد، وإنما قلب الواو ياء لوقوعها بين كسرة وألف كقولهم: ثياب، وحياض، وسياط، والواحد ثوب، وحوض، وسوط: وهذا جيد، لكون الواو في الواحد، فأما في مثل طوال، فإنما يجوز على التشبيه بهذا، وليس بجيد لتحرك الواو في الواحد. وأنشدني مسعود بن بشرالمازني:

لهم أوجه بيض حسان وأذرع ... طيال ومن سيما الملوك نجار٢

ومجاز هذا في النحو على ما وصفت لك.


١ حاشية الأصل: "ذكر أبو رياش في شرح الحماسة أن هذا الشعتر لأنيف بن حكيم النبهاني" وانظر شرح التبريزي ١٨٩:١.
٢ النجار: الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>