للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لأعرابي من بني كلاب]

ومما يستحسن لفظه١ ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:

فمن يك لم يغرض فإني ونلقتي ... بحجرٍ إلى أهل الحمى غرضان٢

تحن فتبدي ما بها من صبابة ... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني ٣

يريد: لقضى علي، فأخرجه لفصاحة وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} ٤ والمعنى إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ألا ترى" أن"٥ أول الآية {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} فهؤلاء أخذوا منهم ثم أعطوهم، وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} ٦ أي من قومه، وقال الشاعر٧:

أمرتك الخير فافعل ما امرت به ... فقد تركت ذا مال وذا نشب


١ من ر، س.
٢ حجر: هي مدينة اليمامة وأم قراها، ويريد بالحمى حمى ضرية، وكان حمى كليب"وانظر ياقوت". ومن زيادات ر بعد هذا البيت:
هوى ناقتي خلفى وقدامى الهوى ... وإني وإياها لمختلفان
٣ ر: "أنشد صاعد بعدهما زياد" فيهما:
فياكبدينا أجملا قد وجدتما ... بأهل الحمى مالم يجد كبدان
إذا كبدانا خافتا وشك نية ... وعاجل بين ظلتا تجبان
٤ سورة المطففين ٢.
٥ من ر.
٦ سورة الأعراف ١٥٥.
٧ زيادات ر: "هو أعشى طرود، واسمه إياس بن عامر".

<<  <  ج: ص:  >  >>