للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمارة أيضاً في الحث على الأخذ بالثأر

وقال عمارة أيضاً لهم، أنشدنيه:

ألا لله در الحي كعب ... ذوي العدد المضاعف والخيول

أما فيهم كريمٌ مثل نصر ... يورع عنهم سنن الفحول

تنوخهم نمير كل يوم ... كفعل أخي العزازة بالذليل

وليسوا مثل عشرهم ولكن ... يضيع القوم من قبل العقول

فأين فوارس السلمات منهم ... وجعدة والحريش ذوو الفضول!

وأين عبادة الخشناء عنهم١ ... إذا ما ضاق مطلع السبيل!

قوله:

ألا لله در الحي كعب

يريد كعب بن ربيعة بن عامر صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وقوله:

أما فيهم كريم مثل نصرٍ

يعني نصر بن شبث، أحد بني عقيل بن كعب بن ربيعة. وقوله:

يورع عنهم سنن الفحول

هو مثل ضربه، فجعلهم لإمساكهم عن الحرب بمنزلة النوق التي يقرعها الفحل. ويورع: يكف ويمنع ويدفع. والورع في الدين إنما هو الكف عن أخذ الحرام، وجاء في الحديث: "لا تنظروا إلى صومه، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا إلى ورعه إذا أشفى"، ومعناه إذا أشرف على الدينار والدرهم. والسنن: القصد، ثم أبان ذلك بقوله:

تنوخهم نميرٌ كل يوم

يقال: سان الفحل الناقة فتنوخها، وذلك إذا ركبها من غير أن توطأ له، ولكن يعترضها اعتراضاً. وتقول العرب: إن ذلك أكرم النتاج، وذلك لأن


١ ر: "منهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>