للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من طرائف العشاق]

وخبرت أن رجلاً جافياً عشق قينة حضرية، فلكما يوماً على ظهر الطريق فلم تكلمه، فظن أن ذاك حياءٌ منه، فقال: يا خريدة! قد كنتُ أحسبك عروباً، فما بالنا نمقك وتشنئينا! فقالت: يا ابن الخبيثةِ! أتجمشني بالهمزِ!

الخريدةٌ: الحيية. والعروبُ: الحسنةُ التبعل، وفسرَ في القرآن على ذلك في قوله: {عُرُباً أَتْرَاباً} ١. فقيل: هن المحباتُ لأزواجهن.

وقال أوسُ بن حجر٢:

تصبي الحليم عروبٍ غير مكلاحِ٣

وذكر الليثي أن رجلاً كان يحب٤ جاريةً لوم يكن يحسن مما يتوصل به إلى النساء شيئاً، إلا أنه كان يحفظ القرآن، فكان يتوصل إليها بالآية بعد الآية، فكان إن وعدته فأخلفته تحين وقت مرورها، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} ٥ وإن خرجت خرجةً ولم يعلم بها فينتظر تحينها في أخرى، فتلا: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} ٦. وإن وشى به إليها واشٍ كتبَ إليها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} ٧.

وذكروا أن أبا القمقام٨ بن بحر السقاء عشق جارية مدينية، فبعث إليها: إن أخواناً لي زاروني، فابعثي إلي برؤوسٍ حتى نتغدى٩ ونصطبح [اليوم] ١٠ على ذكرك، ففعلت، فلما كان في١١ اليوم الثاني بعثَ إليها: إن القوم مقيمون لم


١ سورة الواقعة ٣٧.
٢ زيادات ر: "ويقال عبيد بن الأبرص" وصدره كما في الزيادات.
وقد لهوت بمثل الرئم آنسة
٣ أى غير عبوس.
٤ ر: "أحب جارية".
٥ سورة الصف ٢.
٦ سورة الأعراف ١٨٨.
٧ سورة الحجرات ٦.
٨ كذا في الأصل، س، وفي ر: "القماقم".
٩ كذا في الأصل، س، وفي ر: "تأكلها".
١٠ تكمله من س.
١١ ساقطة من ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>