للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أخبار أبي الهندي]

وكان أبو الهندي قد غلب عليه الشراب، على كرم منصبه، وشرف أسرته حتى كاد يبطله.

وكان عجيب الجواب، فجلس إليه رجل مرة يعرف ببرزين المناقير، وكان أبوه صلب في خرابة، والخرابة عندهم: سوق الإبل خاصة. فأقبل يعرض لأبي الهندي بالشراب، فلما أكثر عليه قال أبو الهندي: أحدهم يرى الذاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في أست أبيه.

وفي الخرابة يقول الراجز:

والخارب اللص يحب الخاربا ... وتلك قربى مثل أن تناسبا

أن تشبه الضارئب الضرائبا١

وقال الآخر:

إيت الطريق واجتنب أرماما ... إن بها أكتل أو رزاما٢

خويربين ينقفان الهاما٣

[زاد أبو الحسن: * لم يتركا لمسلم طعاما]

نصب "خُوَيْرِبَيْن" على أعني لا يكون غير ذلك، لأنه إنما أثبت أحدهما بقوله: أو.


١ الضرائب: جمع ضريبة, وهى السجية والطبيعة.
٢ أرمام جبل بعينه, وأكتل ورزام: لصان من لصوص البادية.
٣ نقف الهامة: شجها حتى يخرج الدماغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>