للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه تسمية من كان بينه وبين الملائكة

سبب من اليمانية

منهم سعد بن معاذ الأنصاري، وهبط لموته سبعون ألف ملك لم يهبطوا إلى الأرض قبلها. وقبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رجليه في المشي لئلا يطأ على جناح ملك، واهتز لموته عرش الله جل وعز. وفي ذلك، يقول حسان:

وما اهتز عرش اله من موت هالك ... سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو

وكبر عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعاً؛ كما كبر على حمزة بن عبد المطلب، وشم من تراب قبره رائحة المسك.

ومنهم حسان بن ثابت الأنصاري. قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهجهم وروح القدس معك". وقال في حديث آخر: "إن الله مؤيد حساناً بروح القدس ما نافح عن نبيه". وقالت عائشة: كان يوضع لحسان منبر في مؤخر المسجد فينافح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ومنهم حنظلة بن أبي عامر الأنصاري. غسلته الملائكة، وذاك أنه خرج يوم أحد فأصيب، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صاحبكم هذا قد غسلته الملائكة". فسئل عن ذلك، فقالت امرأته: كان معي على ما يكون الرجل مع امرأته. فأعجلته حطمة بلغته في المسلمين فخرج فأصيب، ففي ذلك يقول الأحوص بن محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح حمي الدبر١، وكان خال أبيه:

غسلت خالي الملائكة الأبـ ... رار ميتاً أكرم به من صريع!

وأنا ابن الذي حمت ظهره الدبـ ... ـر قتيل اللحيان يوم الرجيع!

ومنه حارثة بن النعمان، رأى جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين، وأقرأه جبريل السلام.


١ الدير: النحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>