للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طرائف من تشبيهات المحدثين]

ثم نذكر بعد هذا طرائف من تشبيه المحدثين وملاحاتهم، فقد شرطناه في أول الباب، إن شاء الله.

قال أبو العباس: ومن أكثرهم تشبيهاً، لاتساعه في القول، وكثرة ثقبه١، واتساع مذهبه٢ الحسن بن هانئ، قال في مديحه الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك:

وكنا إذا ما الحائن الجد غره ... سنا برق غاو أو ضجيج رعاد

تردى له الفضل بن يحيى بن خالد ... بماضي الظبا أزهاه طول نجاد

أما خميس أرجوان كأنه ... قميص محوك من قناً وجياد

فما هو إلا الدهر يأتي بصرفه ... على كل من يشقى به ويعادي

قوله: الحائن الجد يقال: حان الرجل، إذا دنا موته، ويقال: رجل حائن، والمصدر الحين. والجد: الحظ، والجد والجدة، مفتوحان، فإذا أردت المصدر من جددت في الأمر، قلت: أجد جداً مكسور الجيم، ويقال: جددت النخل أجده جداً وجداداً٣ إذا صرمته. ويقال: جذذته جذاً. وتركت الشيء جذاذاً، إذا قطعته قعاً. ويروى هذا البيت لجرير على وجهين:

آل المهلب جذ الله دابرهم ... أضحوا رماداً فلا أصل ولا طرف

ويروى جد، وقرأ بعض القراء: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} ٤ فأما قوله: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} ٥ فلم يقرأ بغيره. ويقال: كم جذاذ نخلك. أي كم تصرم منها. ويروى من قول الله جل وعز: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} ٦ عن أنس بن


١ كذا في س والأصل, وفي ر: "تفننه".
٢ ر: "مذاهبه".
٣ تكملة من س.
٤ سورة هود ١٠٨.
٥ سورة الأنبياء.
٦ سورة الجن ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>