للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لعمارة بن عقيل يهجو بني أسد]

وقال عمارة لبني أسد بن خزيمة:

يا أيها السائلي عمداً لأخبره ... بذات نفسي وأيدي الله فوق يدي

إن تستقم أسد ترشد وإن شغبت ... فلا يلم لائم إلا بني أسد

إني رأيتكم يعصى كبيركم ... وتكنعون إلى ذي الفجرة النكد١

فباعد الله كل البعد داركم ... ولا شفاكم من الأضغان والحسد

فرأى عصيانهم الكبير من إقبح العيب، وأدله على ضغن بعضهم لبعض، وحسد٢ بعضهم بعضاً، والوضيع ينقلب إلى الشريف، لأنه يرى مقاولته فخراً، والاجتراء عليه ربحاً، كما أن مقاولة الشريف للئيم ذل وضعة. قال الشاعر:

إذا أنت قاولت اللئيم فإنما ... يكون عليك الفضل حين تقاوله٣

ولست كمي يرضى بما غيره الرضا ... ويمسح رأس الذئب والذئب آكله

وسنشبع هذا المعنى إن شاء الله.

وفي هذا الشعر بيت يقدم في باب الفتك، وهو:

فلا تقربن أمر الصريمة بامرئ ... إذا رام أمراً عوقته عواذله

[وقل للفؤاد إن ترى بك نزوة ... من الروع أفرخ أكثر الروع باطله] ٤

الصريمة: العزيمة.


١ تكنعون: تخضعون, والفجرة: الفجور, والنكد: اللثيم.
٢ ر: "وحسد" بسكون السين, والصحح ما أثبته عن الأصل.
٤ ر: "يكون عليك العتب".
٤ ما بين العلامتين من زيادات ر. وأفرخ: أي أخرج روعك وفزعك.

<<  <  ج: ص:  >  >>