للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أخبار لبيد بن ربيعة]

وكان لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب شريفاً في الجاهلية والإسلام. قد نذر ألا تهب الصبا إلا نحر وأطعم حتى تنقضي. فهبت في الإسلام١، وهو بالكوفة مقتر مملق، فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف - وكان واليها لعثمان بن عفان، وكان أخاه لأمه. وأمهما أروى بنت٢ كريز بن حبيب بن ربيعة بن شمس٣. وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب - فخطب الناس وقال: إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه. فأعينوا أخاكم. ثم نزل فبعث إليه بمائة ناقة٤ وبعث الناس، فقضى نذره. ففي ذلك تقول ابنة لبيد:

إذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا٥


١ ر: "بالإسلام".
٢ ر: "ابنة".
٣ حاشية الأصل: "غلط أبو العباس بتقديم حبيب وتأخير ربيعة".
٤ زيادات ر: "وأبيات يقول فيها:
أرى الجزار تشحذ مديتاه ... إذا هبت رياح أبي عقيل
طويل الباع ابيض جعفري ... كريم المجد كالسيف الصقيل
وفي أبن الجعفري بما لديه ... على العلآت والمال القليل
فلما أتته قال: جزى الله الأمير خيرا. قد عرف الأمير أني لا أقول شعرا, ولكن اخرجي يابنية. فخرجت خمايبة, فقال لها: أجيبي الأمير, فأقبلت وأدبرت.
٥ بعده في زيادات ر:
طويل الباع أبيض عبشميا ... اعان على مووءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركبا ... عليها من بني حام قعودا
أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني بابن أروى أن يعودا
فقال لها لبيد: أحسنت يابنية. لولا أنك سألت. فقالت: إن الملوك لا يستحى من منسألتهم. فقال لها: يابنية, وأنت في هذا أشعر"

<<  <  ج: ص:  >  >>