للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من ألفاظ الكنايات]

وأهل الحجاز يرزن النكاح العقد دون الفعل، ولا ينكرونه في الفعل ويحتجّون بقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} ١، فهذا الأشيع في كلام العرب، قال الأعشى:

وأمتنعت نفسي من الغانيا ... ت إمّا نكاحاً وإما أزن٢

ومن كل بيضاء رعبوبةٍ ... لها بشرٌ ناصعٌ كاللّبن٣

ويكون النّكاح الجماع، وهو في الأصل كناية، قال الراجز:

إذا زنيت فأجد نكاحاً ... وأعمل الغدوّ والرّواحا

والكناية تقع عن هذا الباب كثيراً، والأصل ما ذكرنا لك، وفال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنا من نكاح لا من سفاح". ومن خطب المسلمين: "إن الله عز وجل أحلّ النّكاح وحرم السّفاح".

والكناية تقع على جماع، قال الله عزّ وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ٤، فهذه كناية عن الجماع، قال أكثر الفقهاء في قوله تبارك


١ سورة الأحزاب ٤٩.
٢ زيادات ر: "قوله "أزن" أراد أزنى ثم حذف الياء وخفف النون فقال: أزن".
٣ الرعبوبة: الحسنة الخلق.
٤ سورة البقرة ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>