للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بين الحسن بن زيد والي المدينة وابن هرمة]

ويروى أن الحسن بن زيد١ لما ولي المدينة قال لابن هرمة٢: إني لست كمن باع لك دينه رجاء مدحك أو خوف ذمك قد أفادني الله بولادة نبيه الممادح، وجنبني المقابح وإن من حقه علي ألا أغضي على تقصير في حقه وأنا أقسم بالله، لئن أتيت بك سكران لأضربنك حدين: حدا للخمر، وحدا للسكر وأزيدن، لموضع حرمتك بي. فليكن تركها لله تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم. فنهض ابن هرمة وهو يقول:

نهاني ابن الرسول عن المدام ... وأدبني بآداب الكرام

وقال لي اصطبر عنها ودعها ... لخوف الله لا خوف الأنام

وكيف تصبري عنها وحبي ... لها حب تمكن من عظامي

أرى طيب الحلال علي خبثاً ... وطيب النفس في خبث الحرام


١ هو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب، ولى المدينة لأبى جعفر المنصور سنة ١٥٠.
٢ هو إبراهيم بن هرمة من متقدمى الشعراء ممن أدرك الدولتين: الهاشمية والأموية "وانظر ترجمته ومراجعها في الشعر والشعراء ٧٢٩-٧٣١"

<<  <  ج: ص:  >  >>