للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيات عائد الكلب الزبيري لعبد الله بن حسنٍ

فأمّا قول عائد الكلب الزبيري لعبد الله بن حسن بن حسنٍ١:

له حقٌ وليس عليه حقٌ ... ومهما قال فالحسن الجميل

وقد كان الرسول يرى حقوقاً ... عليه لغيره وهو الرّسول

فإنه ذكره بقلّة الإنصاف، فقال: يرى له حقاً على النّاس، ولا يرى لهم عليه حقاً من أجل نسبة الإنصاف، فقال: يرى له حقاً على النّاس، ولا يرى لهم عليه حقاً من أجل نسبة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبيّن ذلك يقوله:

وقد كان رسول يرى حقوقاً ... عليه لغيره وهو الرسول

فالذي يفتخر به عبد الله يرى للناس عليه حقاً، فالمفتخر به أجدر.

وقد قيل لعليّ بن الحسين وكان بين الفضل رضي الله عنه: ما بالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة? فقال: أكره أن آخذ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما لا أعطي مثله.

وإنما يعتري هذا الباب من الظلم وقلّة الإنصاف والبعد من الرّقّة عليهم الجهلة من أهل هذا النسب، والله جلّ ذكره يقول لنبيّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٢، وقال تعالى: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ٣، فإذا كان هو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخاف من المعصية فكيف يأمنها غيره به!


١ زيادات ر: اسمه عبد الله بن مصعب الزبيرى، وسمى عائد الكلب بقوله:
مالى مرضت فلم يعدنى عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود
وأشد من مرضى على صدودكم ... وصدود كلبكم على شديد
٢ سورة التوبة ١٢٨.
٣ سورة الأنعام ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>