للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل نافع بالأهواز]

وتفرقت الخوارج على الأضرب الأربعة التي ذكرنا، وأقام نافع بالأهواز يعترض الناس ويقتل الأطفال، فإذا أجيب إلى المقالة جبا الخراج، وفشا عماله في السواد١، فارتاع لذلك أهل البصرة، فاجتمعوا إلى الأحنف بن قيس، فشكوا ذلك إليه، وقالوا: ليس بيننا وبين العدو إلا ليلتان، وسيرتهم ما ترى، فقال الأحنف: إن فعلهم في مصركم - إن ظفروا به - كفعلهم في سوادكم، فجدوا في جهاد عدوكم، فاجتمع إليه عشرة آلاف، فأتى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - وهو ببة٢ - فسأله أن يؤمر عليهم، فاختار لهم ابن عبيس٣ بن كريز، وكان ديناً شجاعاً، فأمره عليهم وشيعه، فلما نفذ من جسر البصرة أقبل على الناس فقال: إني ما خرجت لامتيار٤، ذهب ولا فضة وإني


١ يريد بالسواد أرض العراق وضياعه.
٢ الببة في الأصل: كثرة اللحم وتراكبه. لقب به عبد الله بن الحارث, وكانت أمه ترقصه وتقول:
لأنكحن ببه ... جارية كالقبه
مكرمة محببه ... تحب أهل الكعبه
٣ هو ميلم بن عبيس.
٤ الأمتيار هنا: جلب الطعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>