للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أخبار ذوي الحلم]

ووقف رجل عليه مقطعات على الأحنف بن قيس يسبه - وكان عمرو بن الأهتم جعل له ألف درهم على أن يسفه الأحنف - فجعل لا يألوا أن يسبه سباً يغضب، والأحنف مطرق لا يكلمه١، فلما رآه لا يكلمه أقبل الرجل يعض إبهامه٢، ويقول: يا سوأتاه! والله ما يمنعه من جوابي إلا هواني عليه!.

وفعل ذلك آخر، فأمسك عنه الأحنف، فأكثر الرجل، إلى أن أراد الأحنف القيام للغداء؛ فأقبل على الرجل، فقال له: يا هذا! إن غداءنا قد حضر، فانهض بنا إليه إن شئت، فإنك مذ اليوم تحدر بجمل ثفال.

والثفال من الإبل: البطيء الثقي الذي لا يكاد ينبعث.

وعدت على الأحنف سقطة في هذا الباب، وهو أن عمرو بن الأهم دس عليه رجلاً ليسفهه. فقال له: يا أبا بحر٣، ما كان أبوك في قومه? قال: كان من أوسطهم، لم يسدهم، ولم يتخلف عنهم، فرجع إليه ثانية، ففطن الأحنف أنه من قبل عمرو، فقال: ما كان مال أبيك? فقال: كانت له صرمة٤ يمنح منها ويقري، ولم يك أهتم سلاحاً٥.


١ لفظ "لا يكلمه" ساقط من ر.
٢ ر: "إيهامه".
٣ ر: "أبا بحر".
٤ الصرمه: القطعة من الإبل لم تبلغ السنين.
٥ السلاح: كثير السلح. يعرض بأبي عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>