للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسالة هشام إلى خالد بن عبد الله القسري]

قال أبو العباس: وقد ذكرنا١ رسالة هشام إلى خالد بن عبد الله، وإنا سنذكرها بتمامها في غير الموضع٢ الذي ابتدأنا وذكرها أولاً فيه، وكان سبب هذه الرسالة إفراط خالد في الدالة على هشام، وأنه أخذ ابن حشان النبطي فضربه بالسياط، وكان يقال له سهيل، قال: فبعث بقميصه إلى أبيه وفيه آثار الدم، فأدخله أبوه إلى هشام، مع ما قد أوغر صدر هشام عليه من إفراط الدالة، واحتجان الأموال، وكفر ما أسداه إليه من توليته إياه العراق، فكتب هشام إلى خالد:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد؛ فقد بلغ أمير المؤمنين عنك أمر لم يحتمله لك، إلا لما أحب من رب٣ الصنيعة قبلك، واستتمام معروفه عندك, وكان أمير المؤمنين أحق من


١ قال المرصفي: "نسى أبو العباس أنه لم يذكر شيئا منها فيما سلف وإنما أشار إليها بقول هناك: "ومما يشاكل هذا المعنى ويجانس هذا المذهب ما كان من خالد بن عبد الله القسري فإنه كان متقدماً في الخطابة متناهيا في البلاغة فخرج عليه المغيرة بن سعيد بالكوفة في عشرين رجلاً فعطعطوا فقال خالد: اطعموني ماءً وهو على المنبر فعبر بذلك فكتب به هشام إليه في رسالة يوجه فيها وسنذكرها في موضعها إن شاء الله".
٢ ر: "في غير هذا الموضع".
٣ رب الصنيعة واضعها ومنميها.

<<  <  ج: ص:  >  >>