للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قتل مصعب لامرأة المختار]

ولما قتل مصعب بن الزبير بنت النعمان بن بشير الأنصارية، امرأة المختار - وليس هذا من أخبار الخوارج - أنكره الخوارج غاية الإنكار، ورأوه قد أتى بقتل النساء أمراً عظيماً، لأنه أتى ما نهى عنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سائر نساء المشركين. وللخواص منهن أخبار، فقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:

إن من أعظم الكبائر عندي ... قتل حسناء غادة عطبول١

قتلت باطلاً عل غير ذنب ... إن لله درها من قتيل!

كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جر الذيول٢

قال: وكان٣ الخوارج أيام ابن عامر أخرجوا معهم امرأتين، يقال لأحدهما كحيلة، والأخرى قطام، فجعل أصحاب ابن عامر يغيرونهم ويصيحون بهم: يا أصحاب كحيلة وقطام! يعرضون لهم بالفجور، فتناديهم الخوارج بالدفع والردع، ويقول قائلهم: لا تقف ما ليس لك به علم.


١ العطبول: المرأة التامة الخلق.
٢ المحصنات: العفيفات.
٣ ر: "وكانت".

<<  <  ج: ص:  >  >>