للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيضاء في دعج، صفراء في نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب١

وفيها من التشبيه المصيب قوله٢:

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عاده الوصب٣

والخشاش٤: ما كان في عظم الأنف، وما كان في المارن فهو برة، يقال: أبريت الناقة، فهي مبراة، قال الشماخ - وهذا من التشبيه العجيب:

فقربت مبراة تخال ضلوعها ... من الماسخيات القسي المؤطرا ٥

وماسخة، من نصر٦ بن الأزد، وإليهم تنسب٧ القسي الماسخية. وأحسن ما قيل في صفة الضلوع واشتباكها قول الراعي:

وكأنما انتطحت على أثباجها ... فدر بشابة قد يممن وعولا٨

الفادر: المسن من الوعل.

وذو الرمة أخذ ذلك من المثقب العبدي، قال المثقب٩:

إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين

ومن التشبيه المستحسن قول علقمة بن عبدة:

كأن إبريقهم ظبي على شرف ... مفدم بسبا الكتان ملثوم١٠

فهذا حسن جداً.

وقال أبو الهندي، وهو عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي الرياحي، من بني رياح بن يربوع. وكان شبث سيد بني يربوع بالكوفة:

مفدمة قزا كأن رقابها ... رقاب بنات الماء أفزعها الرعد


١ الدعج: سواد العين. والنعج: البياض الخالص. ورواية الديوان ٥: "كحلاء فى برج", والبرج: سعة فى بياض العين.
٢ ساقطة من ر.
٣ النسعة والنسع: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره, وأن من الأنين.
٤ ر: "الخشاش" بحذف الواو.
٥ أصل الإطر: عطف الشئ تقبض على أحد طرفيه فتعوجه. وفى ر: "الموترا", والموتر: المشدود.
٦ ر: "نصر من الأزد".
٧ ر: "نسبت".
٨ الأثباج: جمع ثبج, وهو معظم الظهلر. وفيه محانى الضلوع. وشابة: جبل بعينه. يممن: قصدن, وخفف في البيت للشعر.
٩ ر: "أخذ ذلك المعنى من قول المثقب العبدي".
١٠ الشرف: ما ارتفع من الأرض وأشرف على ما حوله. مفدم: مغطى بالفدام, وهو من وصف الإبريق. وسب الكتان, يريدسبائب الكتان, والسبائب: جمع سبيبة, وهي شقة بيضاء. ملثوم, من اللثام, وهو ما يوضع على الفم, واستعاره للإبريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>