للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعزل ابن الزبير عمر بن عبيد الله، وولى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، المعروف بالقباع، أحد بني مخزوم، وهو أخو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي الشاعر، فقدم البصرة، فكتب إليه حارثة ابن بدر يسأله الولاية والمدد، فأراد توليته١، فقال له رجل من بكر بن وائل: إن حارثة ليس بذاك، إنما هو رجل شراب٢، وفيه يقول رجل من قومه٣:

ألم تر أن حارثة بن بدر ... يصلي وهو أكفر من حمار

ألم تر أن للفتيان حظاً ... وحظك في البغايا والقمار

فكتب إليه القباع: تكفيني٤ حربهم إن شاء الله.

فقام حارثة يدافعهم.

فقال شاعر من بني تميم يذكر عثمان بن عبيد الله بن معمر ومسلم بن عبيس وحارثة بن بدر:

مضى ابن عبيس صابراً غير عاجز ... وأعقبنا هذا الحجازي عثمان

فأرعد من قبل اللقاء ابن معمر ... وأبرق والبرق اليماني خوان

فضحت قريشاً غثها وسمينها ... وقيل بنو تيم بن مرة عزلان٥

فلولا ابن بدر لعراقين لم يقم ... بما قام فيه للعراقين إنسان

إذا قيل من حام الحقيقة أومأت ... إليه معد بالأنوف وقحطان

قوله: فأرعد، زعم الأصمعي أنه خطأ، وأن الكميت أخطأ في قوله:

أرعد وأبرق يا يزيد ... فما وعيدك لي بضائر

وزعم أن هذا البيت الذي يرى لمهلهل، مصنوع محدث، وهو قوله:


١ ر: "أن يولية".
٢ ر: "صاحب".
٣ نسبه المرصفي إلى علقمة بن عبد المازني.
٤ ر: "تكفي".
٥ عزلان: جمع أعزل, وهو من لا سلاح معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>