للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: إذ راء عيسى، الأصل رأى ولكنه قلب فقدم الألف وأخر الهمزة، كما قال كثير:

وكل خليل راءني فهو قائل ... من اجلك هذا هامة اليوم أو غد

والقلب كثير في كلام العرب، وسنذكر منه شيئاً في موضعه إن شاء الله.

وقوله: ملمنايا يريد من المنايا، ولكنه حذف النون لقرب مخرجها من اللام، فكانتا كالحرفين يلتقيان على لفظ فيحذف أحدهما، ومن كلام العرب أن يحذفوا النون إذا لقيت لام المعرفة ظاهرة، فيقولون في بني الحارث وبني العنبر وما أشبه ذلك: بلحارث وبلعنبر وبلهجيم كما يقولون: علماء بنو فلان فحذفون إحدى اللامين.

وقوله: ليعودن بعدها حرميا العرب تنسب إلى الحرم فيقولون حرمي وحرمي على قولهم حرمة البيت وحرمة البيت، وقال النابغة الذبياني:

من قول حرمية قالت وقد رحلوا ... هل في مخفيكم من يشتري أدما١

والخل: ها هنا موضع، وأصله الطريق في الرمل.

وكتب خالد إلى عبد الملك بعذر عبد العزيز، وقال للمهلب: ما ترى عبد الملك صانعاً بي? قال: يعزلك، قال: أتراه قاطعاً رحمي? قال: نعم، قد٢ أتته هزيمة أمية أخيك من البحرين، وتأتيه هزيمة أخيك عبد العزيز من فارس! قال أبو العباس: فكتب عبد الملك إلى خالد٣:

أما بعد، فإني كنت حددت لك حداً في أمر المهلب، فلما ملكت أمرك نبذت طاعتي واستبددت برأيك، فوليت المهلب الجباية، ووليت أخاك حرب الأزارقة، فقبح الله هذا رأياً! أتبعث غلاماً غراً لم يجرب الحروب للحرب٤، وتترك سيداً شجاعاً مدبراً حازماً قد مارس الحروب تشغله بالجباية،!


١ المحف: الخفيف المتاع.
٢ ساقطة من ر.
٣ في س بعدها: "بسم الله الرحمن الرحيم". ولم تذكر في الأصل. ر.
٤ ساقطة من ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>