إني امرؤ كفني ربي وأكرمني ... عن الأمور التي في رعيها وخم
وإنما أنا إنسان أعيش كما ... عاشت رجال وعاشت قبلها أمم
ما عاقني عن قفول الجند إذ قفلوا ... عني بما صنعوا عجز ولا بكم
ولو أردت قفولاً ما تجهمني ... إذن الأمير ولا الكتاب إذ رقموا
إن المهلب إن أشتق لرؤيته ... أو أمتدحه فإن الناس قد علموا
أن الأريب الذي ترجى نوافله ... والمستعان الذي تجلى به الظلم
القائل الفاعل الميمون طائره ... أبو سعيد إذا ما عدت النعم
أزمان أزمان إذ عض الحديد بهم ... وإذ تمنى رجال أنهم هزموا
قال أبو العباس: وهذا الكتاب لم نبتدئه لتتصل فيه أخبار الخوارج ولكن ربما اتصل الشيء بالشيء، والحديث ذو شجون، ويقترح المقترح ما يفسخ به عزم صاحب الكتاب، ويصده عن سننه، ويزيله عن طريقه.
ونحن راجعون إن شاء الله إلى ما ابتدأ له هذا الكتاب، فإن مر من أخبار الخوارج شيء مر كما مر غيره ولو نسقناه على ما جرى من ذكرهم لكان الذي يلي هذا خبر نجدة، وأبي فديك، وعمارة الرجل الطويل، وشبيب، ولكان يكون الكتاب للخوارج مخلصاً.