للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جيد قولها:

أبعد ابن عهمرو من آل الشريد ... حلت به الأرض أثقالها

لعمر أبيه لنعم الفتى ... إذا النفس أعجبها ما لها

فإن تك مرة أودت به ... فقد كان يكثر تقتالها

فخر الشوامخ من فقده ... وزلزلت الأرض زلزالها

هممت بنفسي كل الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها!

لأحمل نفسي على آلة ... فإما عليها وإما لها

قولها: حلت به الأرض أثقالها حلت من الحلي١، تقول: زينت به الأرض الموتى. وقال المفسرون في قول الله عز وجل: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} ٢، قالوا الموتى.

وقولها: لنعم الفتى إذا النفس أعجبها ما لها؛ تقول: يجود بما هو له في الوقت الذي يؤثره أهله على الحمد.

والشوامخ: الجبال، والشامخ: العالي، ويقال للمتكبر: شمخ بأنفه.

وقولها: على آلة أي على حالة وعلى خطة، هي الفصيل، فإما ظفرت وإما هلكت.

وقولها: فأولى لنفسي أولى لها، يقول الرجل إذا حاول شيئاً فأفلته من بعد ما كاد يصيبه: أولى له! وإذا أفلت من عظيمة قال: أولى لي! ويروى عن ابن الحنفية أنه كان يقول إذا مات ميت في جواره أو في داره: أولى لي! كدت والله أكون السواد المخترم، وقد مضى هذا مفسراً.

وأنشد لرجل يقتنص، فإذا أفلته الصيد، قال: أولى لك! فكثر ذلك منه فقال:


١ الحلى: اسم لكل ما يتزين به.
٢ سورة الزلزلة ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>