للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "شديد بعوران الكلام"، العوراء هي القبيحة، قال حاتم بن عبد الله الطائي:

وعوراء قد أعرضت عنها فلم تضر ... وذي أودٍ قومته فتقوما

وأزومها: إمساكها١، يقال: أزم به إذا عض به فأمسكه بين ثنيتيه. وفي الحديث أن أبا بكر رحمه الله قال في يوم أحدٍ: فنظرت إلى حلقةٍ من درع قد نشبت في جبين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.، فانكببت لأنزعها فأقسم علي أبو عبيدة، فأزم بها أبو عبيدة بثنيتيه، فجذبها جذباً رفيقاً، فانتزعها، وسقطت، ثم نظرت إلى أخرى فأردتها فأقسم علي أبو عبيدة، ففعل فيها ما فعل في الأولى، وكان مشفقاً من تحريكها لئلا يؤذي بذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان أبو عبيدة أهتم.

وقوله: "فأزم بها"، يقال: أزم يأزم، وأزم يأزم.

وقوله: "أصخت لها": يقول استمعت لها، قال العبدي٢:

يصيخ للنبأة أسماعه ... إصاخة الناشد للمنشد

والإصاخة الا ستماع والناشد: الطالب، والمنشد: المعرف، يقال نشدت الضالة إذا طلبتها، وأنشدتها: إذا عرفتها والنبأة: الصوت، قال ذو الرمة:

وقد توجس ركزاً مقفرٌ ندسٌ ... بنبأة الصوت ما في سمعه كذب٣

وقوله: حتى إذا ما وعيتها يقول: جمعتها في سمعي، يقال: وعيت العلم، وأوعيت المتاع في الوعاء، قال الله عز وجل: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} ٤، وقال الشاعر٥:

الخير يبقى وإن طال الزمان به ... والشر أخبث ما أوعيت من زاد

وقوله:

رميت بأخرى يستدير أميمها


١ قال المرصفى: "أخطأ أبو العباس في تفسير الوصف بالمصدر والصواب: ممسكها".
٢ زيادات ر: "وهو المثقب".
٣ توجس: تسمع. والركز: الصوت الخفى. مقفر: أخو قفرة. والندس: السريع الاستماع للصوت الخفى، يصف الصائد.
٤ المعارج ١٨.
٥ زيادات ر: "هو عبيد بن الأبرص".

<<  <  ج: ص:  >  >>