للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءت منيته العين هاجعة ... هلا أتته المنايا والقنا قصد١!

هلا أتته أعاديه مجاهرة ... والحرب تسعر والأبطال تجتلد

فخر فوق سرير الملك منجدلاً ... لم يحمه ملكه لما انقضى الأمد

قد كان أنصاره يحمون حوزته ... وللردى دون أرصاد الفتى رصد٢

وأصبح الناس فوضى يعجبون له ... ليثاً صريعاً تنزى حوله النقد٣

علتك أسياف من لا دونه أحد ... وليس فوقك إلا الواحد الصمد

جاؤوا عظيماً لدنيا يسعدون بها ... فقد شقوا بالذي جاؤوا وما سعدوا

ضجت نساؤك بعد العز حين رأت ... خداً كريماً عليه قارت جسد

أضحى شهيد بني العباس موعظة ... لكل ذي عزة في رأسه صيد٤

حليفة لم ينل ما ناله أحد ... ولم يضع مثله روح ولا جسد

كم في أديمك من فوهاء هادرة ... من الجوائف يغلي فوقها الزبد٥

إذا بكيت فإن الدمع منهمل ... وإن رثيت فإن القول مطرد

قد كنت أسرف في مالي وتخلف لي ... فعلمتني الليالي كيف أقتصد

لما اعتقدتم أناساً لا حلوم لهم ... ضعتم وضيعتم من كان يعتقد

ولو جعلتم على الأحرار نعمتكم ... حمتكم السادة المذكورة الحشد

قوم هم الجذم والأنساب تجمعهم ... والمجد والدين والأرحام والبلد٦


١ قصد: جمع قصد: وهي ما تكسر من الرماح.
٢ الرصد: القوم الراصدون
٣ تنزي: تثب والنقد: جنس من الغنم قصار الأرجل.
٤ الصيد: مصدر صيد يصيد فهو أصيد والأصيد: الذي يرفع رأسه أكبر.
٥ فوها يريد طعنة واسعة وهاردة من هدر الشرب إذا غلا وقذف بالزبد والجوائف: جمع جائفة وهي التي تبلغ الجوف.
٦ الجذام: الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>