للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الإسلام الحسن والحسين سيداً شباب أهل الجنة. ثم قد علمت أن هاشما ولد عليا مرتين، وان عبد المطلب ولد الحسن مرتين، وأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولدني مرتين، من قبل جدي الحسن والحسن، فما زال الله يختار لي حتى اختار لي في النار، فولدني أرفع الناس درجة في الجنة، وأهون أهل النار عذاباً، فأنا ابن خير الأخيار وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنة وابن خير أهل النار.

ولك عهد الله إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك وولدك وكل ما أصبته، إلا حدا من حدود الله، أو حقاً لمسلم أو معاهد، فقد علمت ما يلزمك في ذلك، فأنا أوفي بالعهد منك، وأحرى لقبول الأمان.

فأما أمانك الذي عرضت علي فأي الأمانات هو! أأمان ابن هبيرة١ أم أمان عمك عبد الله بن علي٢? أم أمان أبي مسلم! ٣ والسلام.

فكتب إليه المنصور: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله، أما بعد: فقد أتاني كتابك، وبلغني كلامك، فإذا جل فخرك بالنساء، لتضل به الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة، ولا الآباء كالعصبة والأولياء، ولقد جعل العم أباً، وبدأ به على الوالد الأدنى، فقال جل ثناؤه عن نبيه عليه السلام: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ٤، وقد علمت أن الله تبارك وتعالى بعث محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمومته أربعة، فأجابه اثنان: أحدهما أب,٥. وكفر اثنان٦ أحدهما أبوك.


١ هو عمر بن هبيرة الفزاري عامل العراق امروان بن محمد آخر ملوك بن أمية بذل له السفاح الأمان ثم غدر به وأمر أخاه المنصور بقتله سنة ١٣٢.
٢ هو عبد الله بن علي عم المنصور كان دعا لنفسه بعد موت السفاح فحاربه المنصور ثم بعث له بأمان إن قدم عليه فلما أمر بقتله هو وأصحابه سنة ١٤٠.
٣ أبو مسلم الخراساني وشى به عند المنصور فاحتال لمقدمه حتى اسمكن منه وقتله سنة ١٣٧.
٤ سورة يوسف: ٣٨.
٥ هما أبو حمزة والعباس.
٦ هما أبو طالب وأبو لهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>