للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله:

يحث الحصى عن جنبه المتعفر

يريد المتترب، والعفر والعفر: اسمان للتراب، من ذلك قولهم: عفرالله خده، ويقال للظبية: عفراء إذا كانت يضرب بياضها إلى حمرة، وكذلك الكثيب الأعفر.

وقوله: "كالبعير المحسر" هو المعيي،: يقال: جمل حسير، وناقة حسير، قال الله عز وجل: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} ١.

وقوله:

وإن بعدوا لايأمنون اقترابه

على التقديم والتأخير، أراد: لايأمنون اقترابه وإن بعدوا، وهذا حسن في الإعراب إذا كان الفعل الأول في المجازاة ماضياٌ، كما قال زهير:

وإن٢ أتاه خليل يوم مسألة ... يقول: لا غائب مالي ولا حرم

فإن كان الفل الأول مجزوماٌ لم يجز رفع الثاني إلا ضرورة، فسيبويه٣ يذهب إلى أنه على التقديم والتأخير، وهو عندي على إرادة الفاء، لعلة تلزمه في مذهبه، نذكرها في باب المجازاة إذا جرى في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، فمن ذلك قوله:

يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك إن يصرع أخوك تصرع

أراد سيبويه: إنك تصرع إن يصرع أخوك. وهو عندي على قوله: إن يصرع أخوك فأنت تصرع يا فتى، ونستقصي هذا في بابه إن شاء الله تعالى.

وقوله:

كيف ترين عنده مراسي


١ سورة الملك ٤.
٢ الكتاب ٤٣٦:١.
٣ نسبه سيبويه إلى جرير بن عبد الله البجلى، زنقل المرصفى عن كتاب قرحة الأديب أن صواب نسبته إلى عمرو بن خثارم البجلى، يحض الأفرع على أن يحكم بالفضل لجرير. "وانظر رغبة الآمل".

<<  <  ج: ص:  >  >>