للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مولى لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة. وابنا مسمع من بني قيس بن ثعلبة، وكان المنتوف كالخليفة ليزيد بن الملهب، وفي ذلك يقول جرير:

والأزد قد جعلوا المنتوف قائدهم ... فقتلتهم جنود الله وانتتفوا

وتمام شعر الفرزدق:

ولو قتلا من جذم بكر بن وائل ... لكان على الناعي شديداً بكاهما١

ولو كان حياً مالكٌ وابن مالكٍ ... إذا أوقدا نارين يعلو سناهما٢

السنا: ضوء النار، وهو مقصور، قال الله عز وجل: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} ٣ والسناء من الشرف، ممدود، قال حسان بن ثابت:

وإنك خير عثمان بن عمرٍو ... وأسناها إذا ذكر السناء

والبكاء يمد ويقصر، فمن مد فإنما جعله كسائر الأصوات، ولايكون المصدر في معنى الصوت مضموم الأول إلا ممدوداً، لأنه يكون على "فعالٍ" وقلما يكون المصدر على "فعلٍ"، وقد جاء في حروف: نحو: الهدى والسرى وما أشبهه، وهو يسير، فأما الممدود فنحو: العواء، والدعاء. والرغاء، والثغاء، فكذلك البكاء، ونظيره من الصحيح الصراخ والنباح، ومن قصر فإنما جعل البكاء كالحزن، وقد قال حسان، فقصر ومد:

بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغنى البكاء ولا العويل!


١ الجذم: الأصل، قال المرصفى: "هذه رواية منكرة؛ لأنها تنفى نسبهما عن بكر بن وائل، ورواية ديوانه:
ولو أصبحا من غير بكر بن وائل ... لكان على الجانى ثقيل دماهما
٢ مالك أبو مسمع وابن مالك هو مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب البكرى.
٣ سورة النور ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>