للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعمرو أبو عمرو، يريد عمرو بن عدس، وكان شريفاً، وكان ابنه عمرو شريفاً، قتل يوم جبلة١، قتلته بنو عامر بن صعصعة، وقتلوا لقيط بن زرارة وكان الذي ولي قتله عمارة الوهاب العبسي، وينسب إلى بني عامر، لأن بني عبس كانوا فيهم مع قيس بن زهير، وعمارة هذا كان يقال له: "دالق"٢، وقتله شرحاف الضبي، ولذلك يقول الفرزدق:

وهن بشرحاف تداركن دالقاً ... عمارة عبس بعدما جنح العصر

وزعم أبو عبيدة أن فاطمة بنت الخرشب الأنمارية أريت في منامها قائلاً يقول: أعشرة هدرة أحب إليك أم ثلاثة كعشرة هدرة بالدال غير معجمة، قال أبو الحسن: هم السقاط من الناس فلم تقل شيئاً، فعادلها في الليلة الثانية فلم تقل شيئاً، ثم قصت ذلك على زوجها فقال: إن عاد لك الثالثة فقولي: ثلاثة كعشرة وزوجها زياد بن عبد الله بن ناشب العبسي، فلما عاد لها قالت: ثلاثة كعشرة، فولدتهم كلهم غاية، ولدت ربيع الحفاظ، وعمارة الوهاب، وأنس الفوارس، وهي إحدى المنجبات من العرب.

وأسرو حاجباً. فذلك حيث يقول جرير يعير الفرزدق ويعلمه فخر قيس عليه:

تحضض يا ابن القين قيساً ليجعلوا ... لقومك يوما مثل يوم الأراقم

كأنك لم تشهد لقيطاً وحاجبا ... وعمرو بن عمرو إذ دعوا: يال دارم

ولم تشهد الجونين والشعب ذا الصفا ... وشدات قيس يوم دير الجماجم

الجونان: معاوية وحسان ابنا الجون الكنديان، أسرا في ذلك اليوم، فقتل حسان، وفودي معاوية بسبب يطول ذكره. والشعب: شعب جبلة.

وقوله:

وشدات قيس يوم دير الجماجم


١ جبلة: موضع في نجد، ويوم جبلة من أعظم أيام العرب وأشدها لعامر وحلفائهم من بنى عبس على تميم وحلفائهم من ذبيان واسد.
٢ سمى بذلك لكثرة غاراته، من دلق الغارة على عدوه إذا شنها عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>