للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول إذا درأت لها وضيني ... أهذا دينه أبداً وديني

أكل الدهر حل وارتحالٌ ... أما تبقي علي وما تقيني

وقال المكيت بن زيدٍ:

على ذاك إجرياي وهي ضريبتي ... وإن أجلبوا طراً علي وأحلبوا١

وقوله:

فقلنا: رضينا ابن هند رضينا

يعني معاوية بن أبي سفيان، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

وقوله: "أن تدينوا له"، أي أن تطيعوه وتدخلوا في دينه: أي في طاعته:

وقوله:

ومن دون ذلك خرط القتاد

فهذا مثل من أمثال العرب، القتاد: شجيرة شاكة غليظة أصول الشوك، فلذلك يضرب خرطه مثلاً في الأمر الشديد، لأنه غاية الجهد. ومن قال: "يفض الشؤونا"، فيفض يفرق، تقول: فضضت عليه المال. والشؤون، وأحدها شأن، وهي مواصل قبائل الرأس، وذلك أن للرأس أربع قبائل، أي قطع مشعوبٌ بعضها إلى بعض، فموضع شعبها يقال له: الشؤون، واحدها شأنٌ، وزعم الأصمعي قال: يقال إن مجاري الدموع منها، فلذلك يقال استهلت شؤونه، وأنشد قول أوس من حجرٍ:

لا تحزنيني بالفراق فإنني ... لا تستهل من الفراق شؤوني

ومن قال "يقر العيونا"، ففيه قولان: أحدهما للأصمعي، وكان يقول: لا يجوز غيره، يقال: قرت عينه وأقرها الله، وقال: إنما هو بردت من القر، وهو خلاف قولهم: سخنت عينه وأسخنها الله، وغيره يقول: قرت هدأت، وأقرها الله أهدأها الله، وهذا قول حسن جميل، والأول أغرب وأطرف.


١ اجرياى: عادتى. وأجلبوا: صاحوا. وأحلبوا: تألبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>