للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالعبد إذ قيد أجماله

يريد أنه غير مكترث لاكتساب المجد والفضل، وذلك أن العبد الراعي إذا قيد أجماله لف رأسه ونام حجرةٌ، وهذا شبيه بقوله:

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

وقوله:

فدخنوا المرء وسرباله

يروي أنه طعن فارساً فأحدث، فقال: نظفوه فإني لا أدفن القتيل منكم إلا طاهراً، وقوله:

والدرع لا أبغي بها نثرة

فالنثرة: الدرع السابغة، يقول: درعي هذه تكفيني، وقوله:

كل امرىءٍ مستودعٌ ماله

أي مسترهن بأجله، وهو كقول الأعشى:

كنت المقدم غير لابس جنةٍ ... بالسيف تضرب معلماً أبطالها

وعلمت أن النفس تلقى حتفها ... ما كان خالقها الفضيل قضى لها

وقوله:

الرمح لا أملأ كفي به

يتأول على وجهين: أحدهما أن الرمح لا يملأ كفي وحده، أنا أقاتل بالسيف وبالرمح وبالقوس وغير ذلك. والقول الآخر أني لا أملأ كفي به إنما أختلس به كما قال الشاعر:

ومدجج سبقت يداي له ... تحت الغبار بطعنه خلس

وقوله:

واللبد لا أتبع تزواله

يقول: إن انحل الحزام فمال اللبد لم أمل معه، أي أنا فارس ثبتٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>